بقلم دكتورة سلوى سليمان
ما تتعرض له الحياة من تغيرات في كافة المناحي والتي تزامنت مع التطور التكنولوجي الحادث أدى إلى شعور الكثير منا بالضغط النفسي.. إذ أن حياتنا في العهود السابقة كانت بسيطة وخالية من التعقيدات التي نتجت عن زيادة متطلباتنا ومشاكلنا وهو ما تسبب في زيادة الضغوط النفسية التي نتعرض لها وبصفة خاصة المرأة ذلك الكائن الذي يختلف بيولوجيا وعاطفيا عن الرجل مما جعلها تتأثر بفعل هذه الضغوط لحدوث خلل في الهرمونات؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والأكل والمزاج وسرعة التأثير والغضب والنوبات الهستيرية وبالتالي ضعف الجهاز المناعي لديها فتكون عرضة للإصابة بأمراض جسدية وعضوية.
وتنقسم أسباب الضغط النفسي للمرأة إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية.
ومن الأسباب الداخلية على سبيل المثال ما قد تتعرض له من انفعالات نتيجة عدم القدرة على التعبير عن الرأي أو البوح بسر.
أما الأسباب الخارجية فترتبط بالمحيط كالتوتر في العمل أو الخلافات الأسرية أو الطلاق أو الشعور بالضغط بسبب الدراسة أو نتيجة لفقد شخص عزيز
وما يجدر الإشارة إليه هو أن المرأة أكثر تحسسا للضغوط من الرجل . والمرأة اكثر تخوفا من الرجل على تماسك الأسرة ومستقبلها وأن الآثار الناجمة عن الضغوط تكون عند المرأة اقوى وأكثر تنوعا من التي تحدث للرجل بحكم تكوينها . فضلا عن أن ان تأثيرات الضغوط النفسية لا تنحصر بالمرأة فقط بل تنعكس على افراد الأسرة لاسيما البنات الأكثر تعلقا بالأم.
الامر الذي يؤدي إلى توتر العلاقة بين الزوج والزوجة وخلق جو من الاكتئاب المصحوب باليأس من الحياة،وعليه
فعلي الازواج مراعاة هذه الامور في تعاملهم مع زوجاتهم وأن لا يكثروا في الشكوى من ضغوط العمل أو ضغوط الأزمات، وعلى الرجل تحديدا أن يكون مصدر طاقة لأفراد أسرته..يرفع من معنوياتهم ويجعلهم يؤمنون بأنهم في شدّ أزر بعضهم لبعض يكونون أقوى من كلّ الضغوط..لاسيما أنهم يعيشون في وطن رحب يحوي كل مقومات الفرح والرفاهية.
وبما أن المرأة العاملة هي الأكثر عرضة للضغوط النفسية نتيجة كثرة الواجبات الملقاة على عاتقها في الأسرة والعمل، فلابد أن تهتم المرأة بإدارة وقتها خاصة المرأة العاملة؛ مما يساعدها ذلك في تخفيف الأعباء عليها وعليه أن تجدول مهاماتها اليومية وتبدأ بإنجاز الأهم فالمهم وأن لا تخلط الأمور ببعضها وأن تنجز ما يجب انجازة مع أهمية تجنب تعدد المهام في الوقت نفسه حتى لا تشعر بالإرهاق والتعب واستهلاك جسدها وأن تفصل بين مسؤوليات المنزل والعمل حتى لا تزيد الضغوط عليها لتحقيق حياة متوازنة.
مع حتمية الاهتمام بالذات وتخصيص الوقت الكافي لعنايتها بنفسها، وعدم تحمل كافة أعباء الحياة بمفردها، لخلق توازناً وجواً صحياً لكامل الأسرة، فتعاون كل أفراد الأسرة ، من رجال ونساء وأطفال، على إنجاز مسؤوليات البيت، يفسح مجالاً لكل فرد وليس فقط للمرأة للترويح عن نفسه وتجنب الضغوط الحياتية.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية