القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تعديل سلوكيات الأطفال

113

كتبت/ سالي جابر

أولا ماذا تعنى كلمة سلوك؟ وما هي أنواع السلوك؟!
السلوك هو كل ما يصدر عن الشخص من نشاطات فسيولوجية أو حركية يمكن ملاحظتها وقياسها، أو نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ مثل التفكير، التذكر…
وهناك أنواع للسلوك: منها سلوك استجابي؛ تحكم فيه المثيرات التي تسبقه مثل دموع العين عند تقطيع البصل، وهو سلوك لاإرادي
وسلوك إجرائي يتحدد بفعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية… ويحدد بفعل العوامل التي تليها؛ إما أن تضعفه أو تقويه، مثل طفل يُعاقب بمنعه من الأشياء المحببة إليه فلا يفعلها مرة ثانية، وهو سلوك إرادي.

ومعنى هذا أنه يمكننا التحكم في السلوكيات الغير مرغوبة عند الأطفال وذلك بالعديد من الطرق التي منها ( العقاب، التعزيز، التعميم …وغيرها من الطرق)؛ لكن علينا قبل التطرق لتلك الطرق معرفة شيئان ألا وهما:
•خصائص تعديل السلوك .
•‏هدف ولي الأمر من تعديل سلوك طفله.
•‏ إمكانية تعديل السلوك من سن يوم.

أولًا خصائص تعديل السلوك:
• أن السلوك في حد ذاته مشكلة وليس عرضًا لمشكلة ما؛ بمعنى أن هناك مشكلة نتج عنها ذلك السلوك، وعلينا أن نتعامل مع ذلك السلوك من خلال قياس وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه قبل وبعد وأثناء العلاج.
• ‏ان السلوك لا يأتي من فراغ؛ بمعنى أن السلوك يخضع لقوانين معينة وبشكل حتمي، وهي التي تحدد العلاقة بين هذه المتغيرات، فهناك أسباب أدت إلى ظهور السلوك ونتائج حدثت بعده تساهم في تقويته أو إضعافه، وللسلوك اتجاهات ساهمت في تكوينه وبالتالي تساعد على تعديله
• ‏اتجاهات تعديل السلوك:
‏ ( الاتجاه السلوكي، الاتجاه المعرفي، اتجاه التعلم الاجتماعي)
الاتجاه السلوكي: تكلمنا عليه في السابق بأن السلوك ليس عرضًا لمشكلة إنما هو ذاته المشكلة.

الاتجاه المعرفي: أن السلوك لا يتكون نتيجة تفاعل المثيرات البيئية مع الفرد فحسب؛ إنما أيضًا طريقة تفكيره عقلانية أو غير عقلانية، طرق تربيته وتنشئته، ومدي تفاعل حديثه مع ذاته

اتجاه التعلم الاجتماعي: صاحب هذا الاتجاه هو البرت باندورا مؤسس نظرية التعلم الاجتماعي، والذي ينص على أن الطفل يتعلم عن طريق النمذجة والمحاولة والخطأ، وأن معظم السلوكيات الصحيحة أو الخاطئة متعلمة من بيئة الفرد.

لابد أن يُقر ولي الأمر هدفه من تعديل سلوك طفله، لأن الهدف المشترك لغالبية أولياء الأمور- علي حد قول أغلبهم- هو المظهر العام أمام الناس، وليس تربية طفل سليم نفسيًا يستطيع معالجة مشكلاته بنفسه، ووضع خطة سوية لتقويم سلوكياته فيما بعد، ولهذا لابد من التعرف على الأهداف العامة لتعديل السلوك:
• مساعدة الطفل على تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لدية ( الاستئذان، احترام الملكية…)
• ‏مساعدته على زيادة السلوكيات المقبولة، والتقليل من السلوكيات الغير مقبولة مثل الصراخ لتناول الشئ…
• ‏مساعدته على حل مشكلاته، والتكيف مع البيئة الاجتماعية من حوله
• ‏مساعدته على التخلص من مشاعر الإحباط، والقلق،والخوف..

وبإمكاننا فهم كل مرحلة عمرية للطفل، خصائصها، ومميزاتها، والعوامل النفسية التي تؤثر على الطفل، وقام علماء النفس بتقسيم مراحل النمو إلى خمس مراحل؛ يقوما فيها الام والأب بإيصال رسالة للطفل حتى ينتقل للمرحلة التي تليها، وإذا لم يحدث هذا يثبت الطفل عندها، أولى هذه المراحل: المرحلة الفمية وتبدأ من سن يوم إلى سنتين، يتعرف بها الطفل على عالمه من خلال فمه، يحصل على الرعاية من الأم متى احتاج من خلال احتضانه، إرضاعه، ولابد أن تتواجد الأم متى احتاج الطفل فقط وليس دائمًا؛ لإنه إذا لم يجدها وقت احتياجه لها تصل إليه رسالة مفادها( لا تثق بأحد، فلا أحد يمنحك الاهتمام)، إذا تواجدت معه دون احتياجه تصل إليه رسالة تقول(لا تعتمد على نفسك فهناك من يمنحك الاهتمام) وفى النهاية يُخلق شخص اعتمادي لا يثق بأحد، رجل ضخم البنية بشخصية طفل.
وإذا تم تثبيته على هذه المرحلة نجد أنفسنا أمام شخصية فموية oral personality يعاني شلل نفسي، لا يخطو خطوة إلا براي أمه.

ولأن الطفل يحصل على كل احتياجاتهم من والديه من عمر يوم، وإن كان اعتمادي فهذه الاعتمادية تسعى إلى الاستقلالية عند الحصول على متطلباته دون إفراط أو تفريط، ومتطلبات تلك المرحلة ليست في المأكل والملبس والمشرب فقط بل أمان ليخلق لدى الطفل قدرة على تحقيق الذات والتواصل الجيد مع محيطه؛ وذلك من خلال كيفية قضاء الوقت معه، في خلال هذه الفترة الطفل لا يعِ مفهوم ديمومة الشيء فقد تختفى الأم من أمام ناظره يعتقد باختفائها تمامًا، وعليه فلابد من التدريب على أن اختفاء الشيء لا يعني عدم وجوده من خلال لعبة ( الاستغماية) قد يقول البعض أنها مجرد لعبة لا طائل منها؛ إنما في عالم نفسية الطفل لكل شيء هدف نفسي.

وماذا عن سقوط الطفل أرضًا وهو يلعب؟! تجري الأم عليه خوفًا من إلامه ورغبة في إنهاء بكائه، و احيانًا عندما يقع الطفل لا يبكِ إنما ينظر لوالدته ينتظر أن تحمله، فيكبر طفل اعتمادي يريد من يحمل عبء المسئولية عنه، رجل لا يقوى علي مسئوليته، باختصار أتركه( يطبطب على نفسه بنفسه) وحاول أن تنظر إليه نظرة حب بيد ممتدة له بالاحضان وكلمات المديح والثناء ليتعود أن من يسقط لابد أن يقف دون مساعدة.

من سن يوم تبدأ تعديل منهجية التعامل مع الطفل لوضع خطة سلوكية لتُقيم طفل يستطيع أن يواجه العالم بنفسه من خلال صوته الداخلي الذي لا يسمعه غيره .

قد يعجبك ايضا
تعليقات