القاهرية
العالم بين يديك

لعبة الحياة

124

كتبت/سهام سمير

سألتني صديقة عما أحارب من أجله؟
سأحارب لأجل حرية أتوق لها بشدة، وفي كل مرة أدنو منها أجدني في فخ قيد آخر بشكل مختلف.
عندما كنت طفلة، كنت لا أجيد أيّ لعبة، جعلني هذا أركن لجانب الحَكَم، مرة أكون الحكم ومرات مساعدة له، لكني لم ألعب إلا مرات قليلة انتهت بخسارة فريقي الذي أنتمي له، أما عن الألعاب الفردية فكانت خسارات عظيمة.
كبرت فركنت لجانب الحكيم، الواعظ، سمّاع الشكاوى، وتخيلت أني أعرف الحلول، فاكتشفت أني مستمعة جيدة، لكني لم أُهد أحدا أية حلول.
أتعرفون لماذا؟
لأني كنت أهرب من دور اللاعب الخاسر، وأحاول صنع أسطورة المُعلم والواعظ، وأيضا خسرت.
خسرت روح طفولتي، وجرأة الشباب، والوقوع في الحب والخروج من التجارب قوية، طوال الوقت أهرب .
الانسحاب عندي انتصار مُقنع، وهو هزيمة مُقنعة.
عندما سألتني ابنتي:
أريد أن أفعل وأخشى ردة فعل الناس! جايز ميعجبهمش!
عندها أفقت على الحقيقة التائهة مني من سنوات طويلة، أجبتها وكأني أحدث نفسي:
اعملي لمتعتك الخاصة سواء أعجب الناس أم لم يعجبهم.
طوال العمر كنت أتقلّب في كل قالب يعطيني إياه الناس، على ذلك أنا أكثر من يُقال لها؛ تغيرتِ.
أعطني دور صديقة أو أم أو زوجة أو حبيبة أو قارئة أو كاتبة سأتواءم مع القالب ولن أخذلك، لكني حين أكون (أنا) وهذه أوقات نادرة الحدوث ستقول بملء فمك: تغيرتِ.
أنا أحاول أن أتلامس مع نفسي التي أشعر بها طوال الوقت شفافة أراه ولا ألمسها، شبح أو هالة تحيطني ولا أقتحمها.
أحاول أن أعيشها، وأحبها، بلا تردد.
أذهب لمكان به مرايا كثيرة، أتحاشى النظر إليها، أخاف.
أضطر للمكوث بقرب المرآة، أطيل النظر فيها للمرة الأولى، لم أجد ما أخاف منه.
أنا أواجه نفسي للمرة الأولى بلا عتاب ولا تجاهل ولا تنمر وإلقاء تهم ولا دفاع عن أشياء قمت بها وأخرى لم أقتربها.
تغيرت إجابتي في آخر الكلام:
أنا سأحارب لأجد الطفلة بداخلي وأمدها بما تحتاجه وأسمح لها بالوجود إلي جانب الحكيم والحَكَم وقد تحتل مكانهما.

قد يعجبك ايضا
تعليقات