القاهرية
العالم بين يديك

غداً تنتهي الحرب

232

سعيد إبراهيم زعلوك

غداً تنتهي الحرب
ويرحل الغزاة
ونرفع الجباه
وراية النصر
ونحيا الحياة
ونشرب ماء نقيا من نهرنا النبيل
نجلس في ظلال صفصافة
عند الأصيل
ويعود كل شىء في ربوعنا جميل
ويطل قمر مدينتي الحبيبة
ونعود لعاداتنا التي هجرتنا
وترسم البسمة على شفاه العشاق
وترحل من قلوبهم الأحزان
ويرجع الجندي العاشق لبلاده وحبيبة بانتظاره
ليغفو بحضن أمه
العائدة لبيتها المحطم
معانقة ابنها
بعد أن عاد ..منتصرا
ستكف الطفلة الجميلة عن البكاء
وترجع لحديقة بيتها
تمرح..
وتلهو..
وتلعب..
وتقول بصوتها العذب
من أعماق القلب
والدي رجع لبيتنا
والدي جاء
سترى على كتف النهر طفلا
يلهو مع عصافيره
ويلتقي الرفاق
يتسامرون تحت ضوء القمر
يتكلمون في الحب
في العشق
والأشواق
وينتهي الحديث
عن الكذب .. والنفاق
ستعود مدينتي مزهرة
نقية
بهية
وترجع كعهدها طاهرة
ويعود الأمن لربوعها
وتخضر الأرض على يد فلاح
اشتاق لها
وفي منظر جميل سترى الفارين من الحرب يحملون
رايات العز فرحين بعودتهم لبلادهم
وتعود البسمة على شفاه عجوز
شاب راسها
تروي ما كان من شبابها
وكيف كان يوم عرسها
وتذكر كيف مات ابنها
وتدمع عيونها وهي
ترثي احلامها
وفرحة شبابها
ستحدث مرآتها
ودمعة فرح
فوق خدها
وابتسامة غابت
وطال ليلها
وتضحك من قلبها
قبل أن تلقى ربها

فغدا ستبقى ذكريات حرب بادت الكثير وأبكت الكثير
ولربما تعود البسمة على وجوه الكثير

قد يعجبك ايضا
تعليقات