بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
اتقان مهارات تصميم المقررات الالكترونية ضرورة للمعلم
عزيزي القاري لعلنا جميعاً نعلم أن السعي لتنمية مهارات اَلْمُتَعَلِّمِينَ نبع من التحديات اَلْمُتَلَاحِقَة والتطورات التي يواجهها العاملون في مجال التعليم، فالنظريات التربوية والأجهزة وَالنُّظُم اَلْمُتَعَدِّدَة تُحَتِّم على اَلْمُخْتَصِّينَ في ذات المجال الاطلاع الدائم وَالْمُسْتَمِرّ على أحدث التقنيات وآخر التطورات لعلهم يجدوا حلولاً لِلْمُشْكِلَاتِ التي يُعَانِي منها اَلْمُتَعَلِّم، وَيُسَاهِمُوا كذلك في رفع مُسْتَوَى الأداء المهني والمعرفي والقيمي لعناصر العملية التعليمية، ولعل أهم ما يُحَقِّق ذلك هو الاهتمام بتصميم وإنتاج اَلْمُقَرَّرَات الإلكترونية، فالمقرر الإلكتروني هو اَلْمُقَرَّر القائم على التكامل بين المادة التعليمية وَتِكْنُولُوجْيَا التعليم الإلكتروني في تصميمه، وإنشائه، وتطبيقه، وتقويمه، ويَدرس الطالب مُحْتَوَيَاته تِكْنُولُوجْيَا وتفاعلياً مع اَلْمُعَلِّم في أي وقت ومن أي مكان يُرِيد.
فَالْمُقَرَّر الإلكتروني التفاعلي مُحْتَوِي ثري وَمُتَعَدِّد الأهداف ويتكيف مع الحاجات التعليمية اَلْمُتَعَدِّدَة وَيُسْتَخْدَم في مواقف مُتَعَدِّدَة، وَيُمْكِن رفعه واستخدامه من خلال أنظمة إدارة التعلم التي أصبحت وسيلة يُعتمد عليها بكثرة في نشر اَلْمُقَرَّرَات التفاعلية، وهذه الأنظمة تعمل كمساعد ومعزز للعملية التعليمية بحيث يضع اَلْمُعَلِّم المواد التعليمية من مقررات وامتحانات ومصادر في موقع النظام، كما أن هُنَاكَ غُرَفًا للدردشة والحوار، وملفات إنجاز إلكترونية وغيرها من النشاطات الإلكترونية الداعمة للمواد الدراسية.
وَالْمُعَلِّم لا بد وأن يمتلك مهارات تصميم المقررات الإلكترونية وهي مجموعة من الأداءات التي يجب أن يمتلكها من أجل مُسَاعَدَته على إتقان إعداد خطة تصميم وإنتاج المقررات الألكترونية بأقل جهد ووقت ممكنين ويتم إدارتها من خلال الإنترنت وتتكون من مجموعة المعارف، والمهارات، والمعايير، والقيم التي تم إعدادها، وصياغتها، وإنتاجها، ونشرها، ليتم توزيعها وعرضها باستخدام تِكْنُولُوجْيَا التعلم الإلكتروني، مما يؤدي إلى تجاوز مفهوم عملية التعليم والتعلم داخل جُدْرَان الفصول الدراسية وَيُتِيح دعم وَمُسَاعَدَة اَلْمُتَعَلِّم في أي وقت سواء بشكل مُتَزَامِن أو غير مُتَزَامِن.
وتكمن أهمية مهارة التصميم الجيد للمقررات الإلكترونية في أنها تجعل اَلْمُتَعَلِّم مُشَارِكًا نشطاً في عملية التعلم، فهو يجمع بيانات، ويبحث ويكشف علاقات، وَيَكُون مفاهيم، ويحل مُشْكِلَات، مُسْتَنْتِجًا، مُسْتَدِلًّا، مُفَسِّرًا وَمُعَلِّلاً، وكل هذه المهارات مطلوبة للتعلم. وتجعل اَلْمُعَلِّم قادراً على تقييم اَلْمُقَرَّر واتخاذ القرارات في طُرُق بنائه. وتجعل الموقف التعليمي شائقاً للتعلم وَتُقْصِي عنه الملل الذي يشعر به خلال تعلم الجانب التجريدي النظري البحت. وَتُنَمِّي بعض المهارات المرغوب في اكتسابها لِلْمُتَعَلِّمِ كمهارة العمل الجماعي ومهارة التنظيم وتشارك الأدوات، والتعاون مع الآخرين بالإضافة إلى أنها تُكْسِبهُ بعض اَلْقُدُرَات على الاستنتاج والتفسير والصبر.
كما تُسَاعِد اَلْمُقَرَّرَات الإلكترونية في تدريب اَلْمُتَعَلِّم على مهارات التواصل وحل اَلْمُشْكِلَات. وخلق فُرَص تعليمية توجيهية له في أي مكان غير مُتَاحَة بِالْمُقَرَّرِ التقليدي. وَتُحَسِّن مهارات الكتابة البحثية، والبحث المعلوماتي، وَالْمُنَاقَشَة مُتَعَدِّدَة الثقافات، والتعلم بالمواقف باستخدام تِكْنُولُوجْيَا التعلم الإلكتروني. تٌزود المٌتعلم بالمعرفة الأكاديمية المٌتكاملة مع المهارات التٌكنولوجية. وتزودة كذلك بمهارات التشارك المٌتطورة في ضوء إحتياجات التعليم. وتوصل المٌتعلمين إلى أحدث المعلومات المٌتاحة من خلال التٌكنولوجيا.
وبِسبب التطور في مجال التعلم الإلكتروني وَتِكْنُولُوجْيَا التعليم وَالْمُقَرَّرَات الإلكترونية تنقسم اَلْمُقَرَّرَات الإلكترونية إلى نوعين الأول: مُقَرَّرَات إلكترونية غير مُعْتَمِدَة على الإنترنت وتُقدم على أقراص مُدْمَجَة تقدم بها الدروس التعليمية إلى اَلْمُتَعَلِّم مباشرة وَيُمْكِن تصميمها وفقاً لميول وقدرة اَلْمُتَعَلِّم اَلْمُسْتَهْدَف ويحدث فيها التفاعل بين اَلْمُتَعَلِّم والبرمجية التعليمية ويتعلم اَلْمُتَعَلِّم وفق أُسْلُوب التعلم اَلْمُقَدَّم إليه ويعتمد عليه اَلْمُتَعَلِّم في التعلم ولا تحتاج إلى اَلْمُعَلِّم إلا كمرشد وَمُيَسِّر، وتكون أصعب في التطوير والصيانة، لأن تغير محتوى المادة التعليمية يحتاج إلى إعادة عمل برمجية مرة أخرى. والنوع الثاني: مُقَرَّرَات إلكترونية مُعْتَمِدَة على الإنترنت وَتُقَدِّم من خلال موقع إلكتروني يتم تحميله على شبكة الإنترنت ويعتمد على عديد من الوسائط اَلْمُتَعَدِّدَة من نصوص وصور ثابتة ومتحركة وملفات فيديو.
ويجب أن يتم تصميم وإنتاج اَلْمُقَرَّرَات الإلكترونية على أساس معايير عالمية مقبولة وبتفاصيل دقيقة حتى نضمن كفاءة أداء المهمات التعليمية، ونضمن أيضاً تنمية المهارات التعليمية لدى اَلْمُتَعَلِّمِينَ. ويجب أن يلتزم مصممي المقررات الدراسية بالمعايير العالمية للتعلم الإلكتروني والتي من أبرزها معايير SCORM العالمية لإنتاج وإدارة محتوى المقرر الإلكتروني وذلك انطلاقاً من أن التعلم الإلكتروني هو المدخل الحديث لتطوير التعليم في المستقبل فقد أنشأت المؤسسات التعليمية مواقع لها على شبكة الإنترنت، وأضافت محتويات للتعلم الإلكتروني على موقعها؛ حتى يتسنى لِلْمُتَعَلِّمِينَ التواصل مع المؤسسة التعليمية من خلالها.
ويجب أن نَعِى جميعاً أن المٌعلم لكي يستطيع تصميم وإنتاج وادارة مٌقرر الكترونى يحتاج الى ثقافة التغيير وإعادة صياغة فكرية ليقتنع بأن طرائق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون مٌتناسبة مع الكم المعرفى الهائل مع التطور السريع والمٌتلاحق. ولن يحدث ذلك الا من خلال إهتمام وإيمان المسئولين بدور المٌعلم فى منظومة التطوير وأنه المحور الأساسي لهذا التطوير وإذا تطلب الأمر أن يتم التعليم عن بعد فلا بد من شروط تكفل تحقيق ذلك من خلال حصص افتراضية تزامنية يتفاعل فيها المٌعلم مع الطلاب وفق منظومة مٌنظمة تكفل تحقيق ذلك بشكل يٌحقق التعلم، وبالتوازى يتم الاعتماد على المقررات الغير تزامنية لزيادة التعلم، فالتعلم الالكترونى التزامنى والغير تزامنى يجب أن يسيروا فى خٌطى تنظيمية. فهى دائرة لا بد من اكتمالها معلم وطالب ومحتوى.. وللحديث بقية،،
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية