القاهرية
العالم بين يديك

السكوت كلام منهي عنه

197

 

 

ماذا لو كتبنا ما نشعر دون مواربة؟

لو قلنا أول كلمة تخطر على البال من غير حذف ولا تنقيح ولا تعديل.

بينما تزعجنى العناوين، أغرق في التفاصيل، أحب الأخطاء العفوية، الكلمات التي قيلت على عجل، فكانت كشروق شمس لم تستأذن قبل الطلوع!

تصادفني دومًا نفس النصائح، عن التروي، التمهل قبل أن ننطق، لأن الكلمة كالرصاصة، إن خرجت، اخترقت، ولا مرد لها.

أتعجب! أن كثيرين غيري لا يصادفون هذه النصائح، وقد يصادفونها ولا يلتفتون إليها!

كلماتي، أنا بحاجة للصبر، أنا الصياد الوحيد، الذي يجب أن يراعي ضميره قبل إطلاق سهمه على الفريسة!

اقتناص اللحظة، ليس من أفضل سماتي، وكثيرة هي اللحظات، تمر دون أن أقبض عليها، تستوقفنى كلمة في حديث مطول!

أمررها، ثم ينتهي الحديث ولا ينتهي أثرها!

يمتد ليطال كل ذرة في كياني، ما كان سيحدث لو وضعت علامة استفهام؟ واستوضحت!

لكني بنت الخوف! خوف من مواجهة ما أشعر به ولا أصدقه إلا حين يمثل أمامي بلحمه ودمه!

قريبًا ذكرتني إحدى معارفي ، بأني كنت الطفلة الأكثر تصديقًا لكل ما يُقال لي، حتى عندما أصبحت شابة، ظللت أصدق بنفس دهشة الأطفال، لم أخبرها أني ما زلت وأنا في العقد الرابع من عمري أصدق حكايات كثيرة لا تدخل العقل!

لكن عقلي ينفتح على قلبي، وقلبي لا يريد أن ينضج، ما زال على عهده بتصديق ما لا يصدق!

لذا أنا أصدق أن الأمور تتغير، أن الطباع تتشذب، و أننا حين نخبر أحدهم بما يُزعجنا مرة لن يكرره!

أصدق في المصادفات، وأن الأشياء تحدث لسبب، لذا أبرر كثيرًا!

أصدق الوعود، والمواعيد !

يعدني الموظف بأن شكوتي سيتم التحقق منها خلال ٢٤ ساعة، أحسب الوقت وأنتظر في نفس الموعد بلا طائل!

إن كنت في فيلم عربي، سأكون البطلة التي تنتظر البطل في محطة قطار، لن أذهب لمطار لأن المطارات ارتبطت بالوداع أكثر من اللقاء، ودومًا الناس على عجل، ولن أذهب لميناء، لأني لا أجيد إلا الغرق، والسفن تزعج السمك بأبواقها، وتقطع صلتها بشاطئ لترتمي في أحضان آخر.

لكن القطار مثلي، مواعيده مضبوطة بالثانية، ولن يحدث أن يتأخر إلا إذا خرج عن مسارة

قد يعجبك ايضا
تعليقات