رانيا ضيف
إلى حبيبة القلب وأجمل هدايا الرحمن
مميزة للغاية أنتى، تنيرين الحياة إن ابتسمتى ويتصدع كيانى، ويئن قلبى إن رأيت دمعتك، حبيبتى
درة حياتى وبهجتها كتبت لك بعض القناعات و الرؤى التى جمعتها فى حياتى وربما تأخرت كثيرا حتى علمت بعضها فربما إن وضعتيها نُصب عينيك سعدت وكان طريقك أسهل وأيسر، واكتشفتى ما هو أجمل وأروع ..
حبيبتى؛ كرمك الله كما كرم كل بنى آدم بنفخة من روحه، فيتوجب عليك احترام كل البشر احتراما لروح الله فيهم فإن كرهتى فعل أحدهم فلا تكرهى وتحقرى الفاعل .
خُلقتِ حرة تماما فاختارى ما تشائين، ولكن عليك أن تعلمى أن لكل اختيار عواقب، وضريبة، وحدك من سيدفعها؛ فعندما تحسنين الاختيار لن تدفعى هذه الضريبة، وستنعمين بالنتائج ..
يوزن الإنسان بعلمه،وعقله، وقلبه، ونفعه،
فتسلحى بالعلم، والاطلاع، واحترمى عقلك، فلا تقبلى ما يرفضه لكثرة المنقادين بلا وعى حولك،فطريق الحق لا يُعرف بكثرة السالكين..
حبيبتى لا تنسِ غذاء قلبك وروحك بصلتك بالله
فلا توفيق، ولا سعادة، ولا فلاح، إلا بالقرب منه سبحانه ..
ولا يغرنك مدح المادحين، و قدح القادحين،
فمن يمدحك اليوم، ربما يقدحك الغد، إن خالفتى هواه..
وإنما اجعلى ضميرك حكما، ومرشدا، ودليلا، واحتكمى لكتاب الله .
اهتمى بمعرفةالتاريخ؛ فمن لم يعرف ماضيه،لن يفهم حاضره، ولن يتوقع مستقبله..
نمى قدراتك، واعرفى شغفك، وطورى مهاراتك ولا تفعلى سوى ما يُسعد قلبك، ويريح ضميرك..
بنيتى؛ لا تمنحى ثقتك بسهولة،ولا تثقى ثقة مطلقة. عاملى أسرارك كمجوهراتك الثمينة،
فلا تستأمنى أحدًا عليها إلا من يقدرها.
وتعاملى مع الناس بمبدأ وجودهم زاد يومى جمالًا، وغيابهم لا يضر، فالتعلق بالبشر أولى معوقات السعادة، والنجاح .
امنحى الناس محبة صادقة، ليس لأن الجميع أهل لها، ولكن قلبك أهل لأن يملؤه الحب،فلا تتركى به للكراهية مكان.
ولا تأخذى الناس بظاهرهم،فالمظهر لا يدل على شيىء على الإطلاق، بل أحيانًا يكون فخا يسهل الوقوع به فليس كل ما يلمع ذهبا .
بل اختبرى عقولهم، ومدى الرحمة فى قلوبهم،وسعة أفقهم، و تقبلهم للآخر،ولا تحكمى على أحد مطلقًا .
تقبلى التغيير بل اسعى له، فهو الحقيقة الثابتة فى الحياة .فالتغيير يجعلك مرنة، فلا تعصف بك ريح قوية، ولا يعرف طريقك ملل ولا فشل .
قدرى قيمة الوقت فهو الشيىء الذى لا نستطيع استعادته، فتقديرك للوقت يزيد من جودة حياتك .
وإياكِ أن تصدقى أن الله فضل الرجل على النساء، فما هذه إلا أفكار اخترعها الرجال وصدقتها الساذجات من النساء !
إنما النساء شقائق الرجال، وهم شركاء فى الحياة، ولكل منهم دور،ووظيفة، فدورهم تكاملى،وليس تنافسى .
اختارى شريك حياتك المستقبلي تقى،كريم، محب،صادق، فلا يوجد رجل تقى إلا ويعرف قدر المرأة ومكانتها، ومستحيل يقبل بإهانتها .
فلا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم .
وقدرى أنوثتك، واعلمى أنها سلاحك، ودرعك،وقيثارتك أيضًا، إن أحسنتِ استخدامها .
فاجعلى لك مكانا فى قلوب الناس بالمحبة، والرحمة، والاحترام، فمعرفة الناس كنوز .
والحياة درب ونحن عابريه، فاغرسى الخير والصلاح والنفع، واعلمى أن الدنيا حلوة خضرة
إن آمنت بذلك، وهى دار شقاء وبلاء إن صدقت ذلك فامنحى الحياة محبة وحسن ظن فى الله،
تكن لك الجنان والنعيم على الأرض ..
كل ما تبحثى عنه داخلك فكونى صادقة تنكشف لك الحقائق والأسرار وتُفتح لك سُبل العلم والمعرفة.
وللحديث بقية …