القاهرية
العالم بين يديك

أسطورة شجرة الرعب

332

د/هبه الببلاوي

ومن أساطير الرعب التي شاعت في اليمن تلك الحكاية الشهيرة عن الشجرة العجوز الموجودة في الصحراء اليمنية واقفة بمفردها وسط ظلام الصحراء وقسوة شمسها بالنهار وهي شجرة معمرة عجوز تمتص اجساد الموتى ..
(هذه قصة حقيقية وقعت قديماَ في قرية مجاورة في جبل صبر .. مدينة تعز .. اليمن)تتحدث الحكاية عن مقبرة بعيدة منعزلة في جبل صبر تسمع منها ليلا أصوات مرعبه وانين مخيف وفي وسطها شجرة معمرة عجوز تمتص أجساد الموتى فتحدق عيونهم الجاحظة من خلال شقوق جذعها لغائرةوذات ليلة وشبان القرية يتفاخرون بشجاعتهم وبطولاتهم قام احدهم يعرض حكاياته ويقسم على شجاعته المنقطعة النظيرفسخر منه البعض وكذبه بعض آخر فكان التحدي أن يذهب إلى المقبرة القديمة بعد منتصف تلك الليلة .. تردد الفتى قليلا ثم قرر أن يخوض التحدي ويثبت لكل القرية شجاعته وإقدامه

تساءل الشباب كيف سيتحققون من صدق ذهابه قال احدهم يأخذ مشعلا ونحن سنراقب نوره من هنا حتى يصل قال الآخرون وما الفائدة إن كنا سنراقبه فسوف يستأنس بناولكن يأخذ معه مسمارا يغرسه في جذع الشجرة العجوز في المقبرة وعند بزوغ الفجر نذهب جميعنا للتأكد انه قد فعل وافق الشاب على مضض خشية أن يلتصق به عار الدهر وذهب وحيدا مرتجف الخطى متتابع الأنفاس زائغ النظرات … وحين اقترب من المقبرة بلغ خوفه ذروته وأوشك أن يعود لكن كيف سيقابل أصدقائه في الصباح ؟ لا .. سيواصللم يبقى إلا القليل وبخطى مضطربة.. يكبو وينهض يحبو ويتعثر وصل إلى الجذع المغضن فجثا بجواره يثبت المسمار وقد جف ريقه وشحب لونه وبلغ به الرعب حدا لا يوصف وثبت المسمار أسفل الجذع حيث كان يحبو واستدار يزحف مغادرا قبل أن تتيبس أطرافه فجأة … هناك من يجذبه من جذع الشجرة و مرت في خاطره كل الحكايات القديمة عن أرواح تسكن هذه الشجرة وتمتص أجساد الموتى انطلق ذلك العواء المرعب من زاوية المقبرة البعيدة فتسارعت دقات قلبه وسال العرق البارد على جبينه وجحظت عيناه رعبا ورهبة .. ولم يستطع الالتفات وسقط مكانه كالحجرعند بزوغ الفجر جاء الشباب ليرو العلامة لكنهم فوجئوا بصاحبهم هناك جثة هامدة قد ظهر على وجهه علامات الرعب حيث وجدوه مشدودا إلى المسمار الذي ثبته بجذع الشجرة

قد يعجبك ايضا
تعليقات