القاهرية
العالم بين يديك

كورونا وتهديدات الأمن القومي

246

كتب /محمد احمد عبد الغني

كانت الحرب النوويه أكثر تهديد بالقرن الواحد والعشرين، وكل المؤسسات الأمنيه وُجِهَت للتصدي لها إلي أن جاء كورونا ليثبت لخبراء الدفاع أننا كنا عميانا،
وعلينا إعادة النظر في تهديدات الأمن القومي بهذه الكلمات عبر البروفيسور ستيفن بلانك،  وهو محاضر سابق بالكليه الحربيه والدراسات الإستراتيجية التابعه للجيش الامريكي عن خطر كورونا علي العالم.
فهو تهديد لصحة البشر وللأمن القومي.
ولكن لا بد من تعريف الأمن القومي .
مبدئيا هو قدرة الدوله علي حماية أراضيها، ومواردها ومصالحها من التهديدات الداخليه والخارجيه .
جذور المصطلح التاريخيه تعود إلي القرن السابع عشر بعد معاهدة وستفاليا عام ١٦٤٨م،  والتي انهت ثلاثون عاماً من الحروب الدينيه في أوروبا وقتها اجتمع مندوبون عن إمبراطور الإمبراطورية الرومانيه المقدسه فرديناند الثالث وممالك فرنسا واسبانيا والسويد وهولندا وحكام الولايات الألمانيه وأقروا أساسا جديده لعلاقاتهم أهمها :
الإعتراف في أحقية كل دوله في السياده علي قرارها، وعدم التدخل بالشئون الداخليه للدول الأخري.
وضعت هذه المعاهده الديبلوماسيه التاريخيه أسس العلاقات التي تضمن الأمن الجماعي لأوروبا ولكن مصطلح الأمن القومي ظهر لأول مره بعدها بقرون حين أدخلته أميريكا بمعجمها السياسي بعد الحرب العالمية الثانية وأفردت له منصب مستشار الأمن القومي الذي يعادل بأهميته حقيبتي الدفاع والخارجيه ويعني تعزيز القوات العسكريه والأجهزه الأمنيه وتأمين الحصول علي قدرات الدفاع والردع والتفوق فلاحقا بعصر العولمة حدثت تحولات بمفهوم الأمن فلم تعد القوه ترتبط بالعامل العسكري بل تعدته إلي السياسة والتكنولوجيا والتعليم والنمو الإقتصادي والمعلومات.
ولنأخذ مثلاً للتوتر السياسي بين مصر وأثيوبيا القائم علي خلفية إقامة الأخيرة لمشروع سد النهضه علي النيل فزراعة مصر وحياة سكانها تعتمد عليه وأي نقص من حصتها في مياهه سيتأثر به إقتصادها وهو تهديد لأمنها القومي.وبذلك نعود لسؤالنا،
لماذا يعتبر كورونا تهديداً للأمن القومي؟
جعل الدول تغلق مطاراتها أمامه والإغلاق ما هو إلا محاوله لحماية صحة المواطنين والتي هي جزء من الأمن القومي للمجتمع فإنتشار الوباء لا يختلف عن التهديدات الأمنية الأخري مثل التجسس،  والحروب السيبرانية كل شئ في العالم تأثر السياحة، والتعليم، والمواصلات والتجاره لكن الإغلاق حمايه حتي لو تسبب بخسائر وصلت حسب دراسة لجامعة سيدني نشرت في يوليو ٢٠٢٠ الي ٣.٨ تريليون دولار عالمياً من أجل هذا يتوقع الخبير الأمني الذي قارن بين خطر الحرب النوويه ،وكورونا إختلاف عوامل الأمن القومي في عالم ما بعد كورونا إذ يتوقع صعود دعم البحث العلمي للوقايه من الأوبئة لقمة المطالب الأمنيه بدل العسكريه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات