القاهرية
العالم بين يديك

شاى سيد افندى

308

بقلم السيد عيد
فوت علينا بكرة”، عبارة عادة ما تقال كل يوم ولن تقضى مصلحتك إلا إذا أخرجت من جيبك “ما فيه النصيب أو شاى سيد افندى .
من مـنّا لم يقوم بتقديم الشاى لبعض الفئات التى تخصصت فى هضم حقوق الناس بسبب الصلاحيات الممنوحة لهم فى كثير من المجتمعات.
فين الشاى بتاعى أو فوت علينا بكرة عبارات يتم تداولها كثيرا فى المصالح الحكومية، يسمعها المواطنون الذين يتوافدون على هذه المصالح من أجل إنهاء أوراق رسمية، ويمرون بالروتين ولكن، هناك دائماً سيد افندى مدمن الشاى يقف لتصيد الزبون الذى يقف فى آخر الطابور يعرض عليه إنهاء أوراقه مقابل الشاى بتاعه ( الرشوة )
ومع جملة الشاى بتاعاى فين، أصبح تقديم الرشوة والحصول عليها أمراً عادياً وأصبحت تجرى أحياناً على مرأى ومسمع من الجميع، حتى انتشر الأمر وأصبح سرطان ينهش فى المصالح الحكومية ومن يعترض حقه ضائع ولايجد سوى رد واحد فوت علينا بكرة ياسيد وللأسف نجد بعض المواطنين يبحثون عن سيد افندى لكى ينهى له أوراقهم، أو يساعدهم فى تسهيل مصالحهم،
و أصبحت فوت علينا بكره يا سيد هذه الجملة الشهيرة التى قالها الفنان رأفت فهيم هى لسان حال الكثير من الموظفين ليقضوا بها على امال وطموحات كثير من الشباب وكثير من أصحاب المعاشات .
استغلاله لوظيفته هى الدافع الرئيسى له فى هذا الطريق المنحرف، بجانب عدم وجود عقاب رادع لتلك المرتشين ، الذين نجوا من المحاسبة، وهو ما قدم انطباعاً غير حقيقى بعدم وجود حسيب أو رقيب ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها غياب العدل، وعدم المساواة وعدم المحاسبة .

فهل علمنا أولادنا لننبذ مشاريعهم ونرفضها ونقضى على أفكارهم فتجبرهم الظروف على السفر للخارج أو للهجرةالغير شرعية والسبب الروتين والرشوة وأمثال سيد افندى.
لماذا نضحى بأولادنا ونلقى بهم فى أحضان الغربة كالأم التى تترك ابنها لجارتها ثم تحزن إذا ما منح خيره لهذه الجارة ومن ثم فان مصر أولى بعقول أولادها وسواعدهم .
هل يعقل أن مستقبل المواطن يتوقف على ورقة أو ختم أو تأشيرة هل أصبحنا مجرد أوراق لاقيمة لها ؟
هل أصبح المواطن فى مصر مجرد أوراق يتحكم فيها الروتين وترك الحبل على الغارب وقال لك سيد افندى فى شموخ وكبرياء فين الشاى بتاعى ؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات