القاهرية
العالم بين يديك

العقيدة

355

كتب_الشريف أحمد
ماهي العقيدة ..؟ ، وماهي الأركان “الشروط” الواجبة لها..؟
في هذا المقال الميسّر نحاول أن نشرح بعض العقائد وتطورات مظاهرها المختلفة في حياتنا .
بدايةً نبدأ تحليل إسم العقيدة من ناحية اللغة :
عقيدة : هى (إسم) والجمع : (عقيدات و عقائد)
وبفتح العين : ماعقد عليه القلب واطمأن إليه القلب
العقيد : هي رُتبة عسكرية فوق المُقدَّم ودونَ العميد
عقد اللسانُ : أى أحتبس
عَقَّدَ صَفْقَةً : أبرمها ، أجّراها
وصيغ العقود : جُمل ينشأ بها العقدُ كقولهم : زوَّجتك ، وبعْتُك
عقَّد الحبل : بالغ في عَقْدِهِ
عقَد قلبه على شىء : لَزِمَه وعكف عليه، صمّمْ، قرّر .
ولنأخذ آخر تعرفينين فيما ورد أنفاً .
وهو عقد الحبل، أى عندما تبالغ في عقّدة الحبل لربط كيس بداخه شىء ثمين وغالي، فإنك تحمي ما بداخله من الضياع وتحبسه داخل هذا الكيس بل وتبالغ في عقد ه وبهذا تمنع عنه ( شىء يدُخل عليه أو يخرُج منه ) .
وبهذا يلزم العكف والتصميم علي ما بداخله .
تعريف العقيدة :
أصل اشتقاق كلمة العقيدة من (عقد)، وهي في اللغة مَدارها على ثلاثة معانٍ؛ اللزوم، والتأكد، والاستيثاق، نحو قول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ) البقرة 225 .
فتعقيد الإيمان يكون بعزم القلب عليه، والعقود هي أوثق العهود، ومنها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) سورة المائدة الاية رقم “1” .
العقيدة هل هي الإيمان فقط وما هي الأركان الصحيحة لها :
العقيدة ليست إيمان فقط بل هو جزء من الأركان (الشروط) .
العقيدة : لها ثلات أركان لابد أن تتحقق قبلها : (التصديق – التنزيه – التسليم ) .
التصديق : هو أنك تُصدق هذا الشخص مثلاً الذي أمامك فى كل ما يقوله بعد البحث والتحرّي على صدقُه .
التنزيه : يأتي بعدما انت أصبحت تصدق هذا الشخص مثلاً فى كل كلامه لك، فإنك تُنَزِهه من أي كذب أو مُهاترات .
التسليم : يأتي بعدهم فأنت تُسلّم نفسك له، فى كل كلامه ومظاهره وحركاته، وتعقد عليه قلبك، بحيث لا تسمح له أن يطفو و أو لأحد يخترقه أو التأثيرعليه لانه أصبح لديك ليس مُجرد رأى مازلت تدرسه، وإنما هي عقيدة موّثقَة .
فالعقيدة هي : الاعتقاد الجازم، ومطابقة الواقع، وأن تكون ناشئة عن دليل، وهذا هو الإعتقاد الحق والعلم الصحيح والمعرفة اليقينية، فالطريق الذي تثبت به العقيدة .
وإذا كان علم النفس التقليدي يركز على السلبيات؛ فإن علم النفس الإيجابي يعالج الضعف، ويغذي مواضع القوة لدى الفرد، ويعمل على بناء السِّمات الإيجابية، التي تساعد الأفراد والمجتمعات، ليس على التحمل والبقاء فقط، بل وتساعدهم أيضاً على الازدهار.
وهذا هو فرع من فروع العقيدة وهي في حُسن الظن بالله تم إستخدامها علماء علم النفس ، في استخدام إستراتيجيات علم النفس الإيجابي، تؤدي إلى نقل الشخص بعيداً عن التركيز ضيق الأفق، على معايشة المواقف السلبية والأمراض النفسية، إلى منهج جديد هو تنمية السمات الإيجابية والفضيلة والقوى الإيجابية على مدى الحياة، والاستفادة منها في الصحة والعلاقات والعمل .
آثار العقيدة الإسلامية فى حياتنا :
الشعور بالعزّة والكرامة والحرية، فالإنسان المسلم يَكتسب هذا الشعور من عزّة الله سبحانه وتعالى حيث قال: ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) سورة المنافقون الاية 8
غرس الاستقامة؛ فعندما يلتزم المسلم بالعقيدة الاسلامية الصحيحة، ويراقب الله تعالى في أقواله وأفعاله، تُصبح نفسه مُستقيمةً تبتعد عن المُنكرات والمعاصي .
نيل الطمأنينة والسكينة في حياة الفرد، إذ إنّ لتطبيق العقيدة الصحيح تحقيقاً لإنشراح الصدر والرضا؛ نتيجةً لتحقّق العبودية لله تعالى .
العقيدة : تصنع إنساناً حُراً ونفساً أبيّة .
يقول النبي صلي الله عليه وعلى آله الكرام وسلم: “اطلبوا الحوائج بعزة، فإن الأمور تجري بمقادير” (رواه ابن عساكر) .
الإنسان يتحرر بها من العبودية للبشر، فيتوجب على الإنسان المسلم التحرّر من كل ولاءٍ لغير الله، قال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) القصص 88 .
غرس معاني التوكّل على الله في نفوس العباد، فإنّ تحقيق التوحيد في القلب يُخضع العبد للإستسلام والإنقياد لله تعالى، وحُسن التوكّل عليه .
مصادر العقيدة :
أولاً : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم .
ثانياً: الإعتماد على فهم الصحابة : لأنهم هم الذين شاهدوا التنزيل، وهم الذين بلغوا الوحي، والقرآن الكريم إنما وصلنا عن طريق الصحابة، فإذا اختلفنا في فهم نص من نصوص الكتاب والسنة، فإن الواجب علينا أن ننظر إلى فهم أولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم أجمعين .
ثالثاً: الإجماع : المصدر الثالث بعد الكتاب والسُنة على ضوء فهم السلف الصالح الإجماع، أي ما أجمع عليه المسلمون وما أجمع عليه السلف الصالح خاصة، وهو نوع من إرجاع التشريع لعلماء الأمة ومجتهديها .
رابعاً : العقل والفطرة : ليس المقصود بالعقل، غريزة الإنسان المتقلبة، وإنما النظر في آيات الله بقلب واعٍ، وبيان أنه لاتعارض بين العقل والنقل .

الختام :
عقيدة حاضرة لكنها مُعطّلة :
العقيدة الإسلامية سلِمَتْ من التحريف حين تعهدها الله عز وجل بحفظه من دون البشر متمثلة في كتاب الله المقروء “القرآن المجيد”، والأمة الإسلامية لم تتخلَّ يوماً عن عقيدتها كما قد يحسب البعض ويُروّج؛ بحثاً عن سبب للخلل الذي تحياه أمة الاسلام ، فا مئات الملايين، ما زالوا يؤدون الصلاة على وقتها، والأذان على مدار الساعة في بلاد المسلمين، والصيام فريضة لا تعطل، والحج يؤدى كل عام في موعده، ومعظم المسلمين تهفوا نفوسهم وتتوق قلوبهم لأداء مناسِكُه، بصورة وعدد لم يسبق له في التاريخ مثيل، ما زال الحلال حلالاً والحرام حراماً في نفوس الناس حتى لو ضلت طائفة ممن يفسدون على الناس دينهم، مازال الناس يوحدون الله في يومهم عشرات المرات، ويصلون على نبيهم في اليوم كذلك عشرات المرات. لذا فالمسلمون اليوم لا ينقصهم عقيدة، وإنما ينقصهم تفعيل تلك العقيدة المعطلة داخل نفوسهم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات