القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سندريلا_2020 (2)

138
كتبت نرمين دميس
فى شقة صغيرة بالطابق الثالث، تعالى صوت شجارهما حول مصروف البيت، تخبره أنه لم يعد كافيا؛ فالغلاء قد أتى على الأخضر واليابس، ومتطلبات الحياة والأولاد فى ازدياد، فعليه أن يزيد المصروف.
يخبرها بدوره أن هذا هو أقصى ما فى وسعه، وأنه أصبح كالثور المربوط فى الساقية، يخرج غاضبا ، يغلق وراءه باب الشقة بقوة، فلا يتحرك لها ساكنا فقد اعتادت هذا المشهد أول كل شهر.
تذهب لارتداء ملابسها؛ استعدادا للذهاب للعمل وتوصيل الاولاد إلى المدرسة في طريقها، بسيارتها المتواضعة التى تفى بالغرض والسلام، تقف أمام المرآة، تلاحظ الخيوط الفضية قد عرفت طريقها إلى شعرها الأبنوسى، بدأت خطوط الزمن ترتسم على وجهها، عاكسة ما مر بها من أحداث بحلوها ومرها، هاجمت البدانة قوامها الممشوق الذى كان أجمل مافيها، غابت بسمتها المشرقة، التى كانت تنير وجهها وتزيده جمالا وبراءة.
تتحسر على نفسها قائلة:
_أحقا تلك هي السندريلا الفاتنة الحالمة المدللة!!! أم أن الهموم والأعباء قد بدلتها، وكبرت قبل الأوان؛ فخبا طموحها و حماسها، وولى شغفها حتى أصبحت ترسا فى تلك الحياة الرتيبة الشاقة.
آآآآآه لو تعود الساحرة الطيبة؛ فتغير كل ذلك بعصاها السحرية كما فعلت من قبل.
وفجأة يأتى من خلفها صوت وهن حنون يقول :
_والله زمان يا سندريلا.
تتلفت حولها لتجد عجوزا محنية الظهر، تتكأ على عصا من أغصان الشجر، تمسك في يدها عصا طويلة بالية، فتحدق فيها سندريلا فاغرة فاها قائلة فى حماس :
_يا إلهى!! الساحرة الطيبة بشحمها ولحمها!! أين كنت طوال تلك المدة؟ انظرى كيف أصبح حالى؟ لماذا تركتنى وحيدة؟
ترد الساحرة في حب :
_تركتك لحياتك الجديدة السعيدة مع أميرك الوسيم.
_أميرى الوسيم!! يبدو أنك لا تعرفين ما آل إليه حالنا، فالحياة ازدادت صعوبة، تعبت كثيرا وقد جئت فى وقتك تماما ، فأنا فى حاجة إلى عصاك وقواك السحرية.
_لقد انتهى عصر المعجزات يا حبيبتى، ثم إننى لم أستخدم عصاى تلك منذ زمن، أخشى أن تكون قد فقدت فعاليتها.
_أتوسل إليك أن تحاولى، فإن لم تجد نفعا فلن تضر بالتأكيد.
رقت الساحرة لحال سندريلا، فكرت للحظات ثم رفعت عصاها بحركة دائرية لولبية، أشارت بها إلى رأس سندريلا وهى تتلو تعويذتها السحرية :
آبراااا كادبرااااا… آبراااا كادبرااااا
فعطست سندريلا عطسة قوية أغمضت فيها عينيها لتفتحهما فلا تجد الساحرة.
قد يعجبك ايضا
تعليقات