القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

خطاباتٌ تحتضنُ الليل.(الخِطابُ الخامس)

104
بقلم- مودّة ناصر
عزيزي أهلاً،..
لعلك بخيرٍ دائمًا وحالُ دُنياك على ما يرام.
أفتقدُكَ فأكتُب لك، وأكتُب لك فأفتقدُك أكثر.
وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا أبدًا..
أكتُب لك وأنا مُنزعجًا من كل البداياتِ التي باغتتني فلم أُكرمها بما يليقُ باستقبالِها، ومن كل النهاياتِ التي خذلتني فانتهت دون أن تُعلِنَ عن رحيلها حتى، لأ أحب النهايات الجبانةَ يا صديقي، لماذا يُحيّرُ الناس بعضهم بعضًا؟. ولماذا يصيبون قلوب أحبائهم كأن لم يسكنوها أمسًا؟.
أمسى التساؤلُ عِلَّتي، ألفُ ماذا بعد؟ وألفينِ عن الذي قبل؟.
لا أحبُ البينَ بين، وددتُ لو أن الجميعَ بالجميعِ رحيم، ولكن تأتي رياحُ الودِّ بما لا تشتهي سُفن القلوبِ.
بين البداياتِ والنهاياتِ نحنُ حيارى، والحنينُ رفيق. تجولُ بخاطري كل الأيام المؤنسة، تلك التي احتضنت حكاياتٍ وأحلامًا وأسرارًا. لا أعلم كيفّ ولّت ودثّرها الزمان، والزمانُ لئيمٌ أحيانًا، يُبقي أثرًا منه في قلوبنا، فيصيبنا؛ ليغدو الشوق شجنًا ثاويًا في القلوب.
النسيانُ ليس راحةً كما أوهمونا، النسيانُ يصحبُ غربة النفسِ ويجَرُّ الخذلان. وددتُ فقط لو أن الذكريات رئيفةً بفؤادِي فلا تهتِكُ ضعفه، لتسير فيَّ خِفافًا كما سار أصحابها.
أُحدثُك وأنا أراقب الأيام التي تراقبني ولا جدوى غالبًا، سوى أنني سأظلُ أنخدع بتقويم النهاياتِ والبداياتِ -كعادتي-، وسأرددُ حينها ككلِ مرّة “إنها فقط البداية.”
عزيزي،
وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا أبدًا..
وددتُ لو أن النهايات والبدايات تُعلن عن نفسها.
احرص على أن تكون بخيرٍ دائمًا، فالخيرُ في دنيانا غاية.
ولا تدع الذكريات تعبثُ بقلبك.
واكتب لي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات