القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

معسلة أوى يا بطاطا

116

 

بقلم السيد عيد
بمدخنة صغيرة من الصفيح مثبتة على عربة خشبية يفوح من جنباتها رائحة شواء البطاطا بجوارها كمية كبيرة من البطاطا المجهزة للشوي تمهيدًا لبيعها للزبائن، لها مكانة خاصة فبمجرد سماع بائعها بجملته الشهيرة “معسلة أوى يا بطاطا”، يسيل لعابك بسبب رائحة البطاطا الساخنة اللذيذة.

بائع البطاطا يبيع الدفء قبل أي شيء.. على ورق كتب قديمة، لم يعد أحد مهتما بقراءتها، وفي العادة تكون كتبا مدرسية، يبيع لك حبة بطاطا ساخنة.. بعد أن يشقها طوليا بسكين، وتتفجر بلونها البرتقالي المائل للحمرة ذات الطعم الشهي، تذكرك بإشراقة شمس شتوية رائقة، يلفها بابتسامة واثقة وكأنه يبيع لك السعادة فى ورقة .

كان الحلم الذى يراوضنا ونحن أطفال على مدار اليوم الدراسى هو رؤية بائع البطاطا وبمجرد خروجنا من المدرسة نذهب مسرعين إلى هذه العربة التى كانت تمثل لنا فى الماضى عنصر الدفء خاصة فى فصل الشتاء الذى كنا نحتشد فيه أمام ذلك الفرن العجيب المشع بالحرارة والذى من شأنه أن يسوى البطاطا بطريقة غريبة تجعلها الأفضل على الإطلاق مقارنة بغيرها من التى تسوى بالمنزل

لا أحد ينكر اننا كنا نعيش حياة أحسن بكتير. هدوء وروقان، فسح وخروجات، فرحتنا بأشياء صغيرة وليست غالية منها البطاطا والترمس نستمتع بهم أثناء المشى والتنزه على كورنيش النيل .

الزمن تغير أو بشكل أوضح نحن من نتغير أشكالنا اتغيرت طموحاتنا اتغيرت، علاقاتنا اتغيرت و لكن سنجعل بداخلنا الروح القديمة لتجعلنا قادرين على الإستمتاع بالحياة بالفرحة بلمة العيلة بعاداتنا المصرية الأصيلة .

سننادى معسلة أوى يابطاطا وسننادي لوز ياترمس سننادي بين الحارات والازقة وفى الشوارع سنصرخ في بهجة وفرح عاشت مصرنا مبتهجة حرة ،تصرخ حاراتها بالحياة والنداءات المبهجة السعيدة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات