القاهرية
العالم بين يديك

أهمية كشف ودعم الموهبة مبكرا

308
بقلم د/سلوى سليمان
قد يكون في بيتك موهوب ، وقد يكون في أولى مراحل تكوين الموهبه، وقد تكون الفرصة سانحة جدا لرعاية هذه الموهبة وتنميتها ، و أيضا قد يكون لك دور في طمس معالم هذه الموهبة لدى طفلك .
ومن هنا تعتبر الاسرة هى المحتضن الأول والرئيسي في بداية سنوات الطفل إذ يقع على عاتقها مسؤلية اكتشاف ورعاية وتنمية المواهب لدى الأطفال، ولكن في معظم الأحوال تعجز الأسرة عن القيام بواجبها هذا إما بسبب نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب أو عدم توافر معلومات كافية حول مواهبهم والتعامل معها
ويصعب كثيرًا على الآباء التعرّف على مواهب أطفالهم وقد يرجع ذلك إلى انشغالهم أكثر من اللازم أو وضع الأولوية لرفع مستواهم التحصيلي ووصولهم إلى التفوق أو الحرص والقلق الزائد الذي قد يمنعهم من التصرّف بطريقة طبيعية تتناسب مع فطرتهم وشخصيتهم.
لكن أعزائي هناك مؤشرات تشير إلى أن طفلك موهوب فعلى سبيل المثال إن كان يبدو أنه يعلم كل شئ فيمكن أن يكون موهوبا!! وإن كان لديه شغف ملحوظ نحو فعل شئ غير معتاد فأيضا قد يكون موهوبا ، وإن كان متميزا عن غيره في فعل شئ فهو بالكاد موهوب
لذا دعونا نتفّق أن أوّل خطوة في تحديد الموهبة لدى الطفل والتعرّف عليها هو ترك هامش من الحرية له كي يتصرّف بطريقة طبيعية بدون تصنّع أو تكلّف فيمكننا ملاحظته ، و بالتالي تحديد موهبته .
اما كيف تتعامل مع طفلك الموهوب ؟
بعد ان عرفت أن طفلك يمتلك موهبة يجب أن تفكّر في طريقة تعاملك معه، حيث أن الطفل الموهوب يحتاج إلى معاملة خاصة، ولأننا جميعنا نريد الأفضل لأطفالنا، لكن في كثيرٍ من الأحيان نحن لانعلم الأفضل من الأساس؛ لذا نخطئ دون أن ندرك، وكما سبق وذكرنا نحن مكوّن أساسي في شخصيات أطفالنا ومستقبلهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين ومع العالم كله .
اذاً فدعمك لطفلك هو بداية صناعة الموهبة لديه فيقول “ديفيد باركنز” بدلا من أن تعطى ابنك في كل مرة سمكة، علمة أولا كيف يصيد تلك السمكة.
فالموهبة كالنبتة أو البرعم الصغير الذي يجب تناوله منذ الصغر بالرعاية والسقاية وإلا هلكت” !! . و لكن إن حكمت على السمكة بالفشل لعدم قدرتها على تسلق شجرة. فقد قتلت موهبة السباحة لديها “احمد الشقيري “
ومن خلال ما أثبتته الدراسات الحديثة أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم ، وعندما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل إلى 10% ، وما أن يصلوا إلى الثامنة حتى تحط الموهبة رحالها على 02% منهم فقط .فكل طفل اذن لديه موهبة لكن أنظمة التربية والتعليم لدينا ، والأعراف الاجتماعية والعادات الأسرية ذات دور كبير، في طمس معالم الموهبة لدى أطفالنا ، وإجهاض أحلامهم وأمالهم من خلال واقع مجتمع لا يعرف كيف يتعامل مع ثروته ، ونسى ذلك المجتمع أو تناسى أنه على يد أمثال هؤلاء بنبت حضارات ؛ وبدونهم هدمت حضارات اخرى ،ومن هنا يجب تشجيع الموهوب على السعي للتميّز وتنمية موهبته.
واخيرا …تعتبر تربية الطفل الموهوب فرصة للآباء لكي ينموا معا مع طفلهم، لمشاركته في رحلته نحو اكتشاف ذاته والسعي لتحقيقها، فهى حرفيا تحد للأسرة كليتا للقيام بدورها الكامل ،فقد تحقق نجاحا في إدراك دورها المهم في الكشف عن موهبته وفهم طبيعته واحتياجاته ،و توفير بيئة خصبة آمنه يشعر فيها بالقبول لكونه مختلفا عن أقرانه في أمور كثيرة ،فيبدو وكأنه غريبا عنهم أو قد تتحول إلى وهم كبير في حال غياب هذا الدور، فتضمحل الموهبة وتتلاشى

قد يعجبك ايضا
تعليقات