القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إسرائيل

254

كتب د _ محمد صلاح

أول ما نسمع عن اليهود في التاريخ مع ابراهيم أبو الأنبياء – ابراهيم الخليل – الذي ظهر مع قومه في القرن الثامن عشر قبل الميلاد جماعة من الرعاة الرحل على المشارف والتخوم لجنوب العراق الذي كان يؤلف دولة الكلدانيين و من قبل كان ابراهيم وقومه قد خرجوا من قلب الجزيرة العربية التي نشئوا فيها جماعة من الجماعات السامية .
في حوالي 1800 قبل الميلاد هاجر ابراهيم وقومه من مكان إلى آخر حتى وصلوا إلى حوران ثم إلى فلسطين.
وهناك ولد له اسحاق ومن اسحاق ولد يعقوب ومن أبناء يعقوب الإثنى عشر كان ميلاد الاثنتا عشرة قبيلة الشهيرة في التاريخ والتوراة .
ولكن هجرة ابراهيم إلى فلسطين وان كانت أولى هجرات القبائل اليهودية فإنها لم تكن الأخيرة ذلك أنهم لم يأتوا مرة واحدة كجسم موحد وإنما على عدة دفعات ومن عدة طرق وتحت عده قيادات والهجرة الثانية مثلا كانت في القرن ال14 قبل الميلاد .
ولابد لنا هنا من وقفه عند تسميات اليهود الثلاث اسرائيل الاسم البديل ليعقوب والعبريون مشتقة من هجرتهم من كلدان إلى كنعان حيث ” عبروا ” نهر الفرات أو نهر الأردن فسموا بالعبرانيين واليهود وهذه التسمية تدل على أبناء يهودا أحد أبناء يعقوب الذين اصبحوا يمثلون البقية المهمة من بني إسرائيل بعد الأسر البابلي
والسؤال الآن كيف وجد اليهود فلسطين عندما هاجروا إليها ؟ وجدوها أرض كنعان أساسا نسبة إلى سكان الكنعانيين والكنعانيون في التوراة هم ابناء كنعان بن حام بن نوح وهم أول من سكن فلسطين وفي الدراسات السامية القديمة أن الكنعانيين هم إحدى قبائل سام من الساميين الشماليين جاءت أصلا من الجزيرة العربية وكانوا قد استقروا في فلسطين وأقاموا بها حضارة راقية كذلك فان جزءا من الكنعانيين كان قد رحل منها إلى الساحل اللبناني وأطلق عليهم الفينيقيين و معنى ارض كنعان هو الأرض المنخفضة.
ولا يبقى لنا الآن في التتابع التاريخي سوا الفلسطينيين الذين يعدون وحدهم تقريبا من بين كل العناصر والموجات المذكوره احدث عهدا من العبرانيين في المنطقه أصل هؤلاء من شعوب البحر المشهورين في التاريخ القديم والذين هاجروا إلى هذه المنطقة عام ١٢٠٠ قبل الميلاد بسبب اضطرابات وحروب في موطنهم جعلتهم يستقرون على سواحل أرض كنعان .
وكان على العبرانيين ( اليهود ) لكي يستقروا بأرض كنعان أن يحاربوا الكنعانيين أصحاب الأرض واغلب تاريخ اليهود في تلك المرحلة دموي لا أخلاقي يدور حول الحرب والغزو إلا أن الهزيمة كانت من نصيبهم غالبا وعلى يد الفلسطينيين أقوى أعدائهم بصفة خاصة حتى إذا كان منتصف القرن 17 قبل الميلاد حيث هاجر يعقوب وأولاده إلى مصر بسبب سنوات القحط المعروفة و استقروا في أرض جاشان( الشرقية حاليا ) ٣٥٠ سنة إلى أن خرج بهم سيدنا موسى هربا من اضهاد فرعون (رمسيس الثاني ) الذي استعبدهم انتقاما منهم لتعاونهم في خيانة واضحة مع الهكسوس غزاة مصر .
وفي التوراه أن قوة هذا الخروج كان 600 ألف نسمة وكانت العودة إلى أرض كنعان الهدف غير ان خوف اليهود من الكنعانيين أدى بهم إلى المعصية وكان عقابهم التيه في سيناء 40 سنه ويرى البعض أن الحكمة من التيه الذي امتد إلى مدى جيلا كامل في بيئه صحراويه قاسية هو إخضاع اليهود لعملية صارمة من أجل تصفية واستبعاد العناصر الضعيفة وإنتاج جيل قوي قادر على تحقيق التفوق .
وتحديدا في العام الف قبل الميلاد وحد داود القبائل الإثنى عشر الاسرائيلية وهزم اليبوسيين وأسس ووسع مملكة إسرائيل حتى إمتدت أرض إسرائيل من منطقة دان في الشمال إلى بئر سبع في الجنوب واتخذت من يبوس عاصمة لها بعد ان تحول إسمها الى اورشليم اي مدينه السلام .

قد يعجبك ايضا
تعليقات