بقلم – سارة جمال
مرحبا عزيزي،
أنسج كلماتي الأخيرة لك الآن.
أحدثك كثيرا؛ أتسمع؟
بالطبع لا، فصوتي كالسراب داخلي لم أعد أملك مقدرة علي البوح، فحبي لا تلخصه جملة ولا تعبر عنه كلمة.. أحتاج إلى كتاب أعبر فيه فقط عن معنى الحب عند الساكتين بالوجع الصابرين على الفراق.
اشتقت لك بمقدار حبي لك و لكن لم أعد. أنا تلك الأنثى التي مررت أنت بها يوما.
فاضت بي الدنيا وفاض قلبي معي
تعثرت وفي كل مرة انتظرت يداك أتكئ عليهما، لم أجدهما.. ما معنى الاتكاء إن لم يكن على يديك؟
أفسد الانتظار قلبي وقتلت الوحدة حبي رويدا رويدا.
أتعلم ماذا فعل عقلي بي أيضاً، آه منه، تخلل تفاصيل الأشياء لينحت أصغرها داخلي؛ فأصبحت كالغارق أنا داخل نفسي
نصفي يحمل النجاة بين كفيه والنصف الآخر أراه في هذا الركن المظلم البعيد. أراه هادئا منكسرا أوجعته الحياة وأرهقته الطرق الوحيدة التي لم تكتب لها النهاية أبدا.
أنا الناجي الغارق
لم تعد الدموع تكفيني ولم تعد الأشياء تسحرني أبدا..
أركض في الحياة تاركا نفسي بين الجدران و الأسطح والسماء.. أتركها في كل مكان تطئ فيه قدمي.. أترك جزءا مني هنا وهناك
عندما أنظر في مرآتي صباحا أرى بكاء البارحة و ضحكات أولها رحيل أحبابي و أحلامي التائهة، وآخرها وردتي التي ذبلت. و ملامح وجهي التي نسجها الحنين، أرى الطرق التي لم تكتمل و أراك.
أريد يا عزيزي الآن أن أطلق سراح الغريق ليعلو إلي السطح ويذهب حرا لمرة أخيرة. لعله ينجو.. لعلني أنجو.