بقلم/ سالي جابر
” أجمل شئ في الكتابة هو أن تكون قد كتبت فعلًا”
جملة دان براون- صاحب شفرة دافنشي- إذًا الكتابة في حد ذاتها متعة، نحن نكتب لنري أنفسنا داخل أبطال قصصنا، أو للتنفيس عن مشاعرنا المكبوتة التي لم تجد متنفسًا لها سوي البوح على صفحات بيضاء، أو نكتب لنتعلم، أو لنرى العالم، أو للشهرة، أو للحصول علي المال، قد ذكرت الكاتبة الجزائرية” أحلام مستغانمي” في رواية ذاكرة الجسد علي لسان البطلة” نحن نكتب الروايات لنقتل الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئًا علينا.. نحن نكتب لننتهي منهم، نكتب لنضع أضرحة لأحلامنا”
والبعض يكتب في مواعيد محددة، وأوضح نموذج لظاهرة الإنتاج في مواعيد محددة هي” أجاثا كريستي” تكتب رواية كل عام، و ” جمال الغيطاني” ملتزم برواية كل ستة أشهر
وأيضًا ” ديكنز” كاتب قصص مسلسلة للصحف، صاحب ” أوليفر تويست” و ” ديفيد كوبرفيليد” و” أوقات عصيبة” عندما أرسل قصته المطبعة وجد حلقة قصته أكبر من المساحة المخصصة لها في الجريدة فقام باختصارها إلي عشرين صفحة.
وأيضًا شكسبير كان يكتب بالطلب وحسب مواعيد محددة من أجل أكل العيش فقط.
هذا لا يعني أن كتاباته ليست ممتعة، بل إن الحل الذي يلجأ إليه الكاتب المحترف هو أن يجعل إنجاز القصة خليطًا من الإلهام والالتزام بخطة نشر.
وأيضًا ” ماركار” يقول:
” أكتب لأحلم، لأتصل بالآخرين لأوثق، لأوضح لأزور الميت، لديَّ نوع من الحاجة الفطرية لترك بصمة في العالم، بالإضافة إلى أنني أحتاج للنقود”
البعض يكتب لأنه يجد أن الكتابة الهواء الذي يتنفسه كما تقول” غيش جين”
” الكتابة هي جزء جوهري في هذا العالم. فالأكل والنوم والكتابة أمور تسير جنبًا إلي جنب. إنني لا أفكر لماذا أكتب أكثر مما أفكر لماذا أتنفس. غياب الكتابة أمر سئ تمامًا كما هو عدم التنفس” وتقول أيضًا ” عندما أكتب فأنا غير مدركة لذاتي، أجدني في شخصياتي، في القصة…”
وقالت” سوزان أورلين”
” الكتابة هي الشئ الوحيد الذي فعلته في حياتي. لا أفكر بها باعتبارها مهنة إنها باختصار من أكون. أكتب لأني أحب أن أتعلم عن العالم. أحب سرد الحكايات والتجربة وصناعة الجُمل”
وقال” ويليام غولدمان”
” أكتب كل شئ كما لو كان أول شئ تكتبه في حياتك، فاليوم الذي تعتقد فيه أنك تعرف كيف تفعل ذلك هو اليوم الذي تنتهي حياتك ككاتب”
تقول ” كاثرين هاريسون”
” أكتب لأن هذا هو الشئ الوحيد الذي أعرفه والذي يمنحني الأمل بكوني جديرة بالمحبة”
أما ” جينيفر إيغان” يقول:
” يمكنك أن تكتب بانتظام إذا رغبت أن تكتب بانتظام. علي المرء أن يتقبل الكتابة الركيكة كوسيلة تنتج له الكتابة الجيدة”
الكاتب الهاوي ينتظر الإلهام يأتي له ليخُط علي صفحاته البيضاء أحرف، أما الكاتب المحترف هو من يستطيع أن يسخر كل ما حوله ليكتب، وهذا ما يزيده حبًا في الكتابة ويجعله يكتب، فلديه حصيلة لغوية، وملَكة إبداعية، وأحداث حقيقية يمكنه تحويلها لنص أو لقصة يُسحر بها القارئ، فكل كاتب محترف يمكنه أن يتقمص العديد من الشخصيات ليبرزها في كتاباته وبالطبع فإن لحظة الإبداع الحقيقية هي عندما تدب الحياة في تلك الشخصيات وتتفاعل مع بعضها لينتج عنها عملًا يدهش الكاتب نفسه.
وكما قال” سباستيان جنغر”
” كل ما عليَّ فعله هو أن آخذ الآشياء التي قد رأيتها، والتي قد قالها لي الناس والتي بحثت عنها بنفسي- صنائع من العالم- وتحويلها إلى سلسلة من الكلمات التي يرغب الناس بقراءتها. الكتابة هي الخيمياء العجيبة الأشبه بالسحر، إذا قمت بها بشكل جيد سوف تُقرأ”
فإن لكل كاتب سببه للكتابة، إلا إن الكاتب الذي لا يراها فن وإبداع أولًا – وقبل أي شئ- لا يمكنه أن يسحر أحدًا بقلمه.
فإن سحر الكتابة نابع من حب صادق لها.
وأنت يا من تقرأ هذا السطور… لماذا تكتب؟!