كتبت/ سالي جابر
ديسمبر؛ إنه الشهر الذي يتم صرف أعلى مبالغ فيه من المال، الشهر الذي يتجادل فيه الأزواج أكثر من أي شهر أخر، شهر الاكتئاب الناتج من تقلص ساعات النهار، الشهر الذي يقع فيه الرجال في الغرام أكثر من غيره، شهر الحب.
في الحقيقة يوجد من بين الاضطرابات النفسية اضراب يسمي” الاضطراب العاطفي الموسمي” Seasonal Affective disorder وهو ما يحدث في فصول الشتاء، وليس شهر بعينه؛ وذلك لما يتعلق بشعاع الضوء الذي يختبئ خلف السحب الداكنة لفترات طويلة، فيتسبب اختفاؤه في آثار سلبية علي عدد من هرمونات الجسم، خاصة الميلاتونين، والتي لها تأثير علي حالة الشخص المزاجية وشهيته، وقسط النوم والراحة التي يحصل عليها.
وهذا الاضطراب الموسمي يحدث في الشتاء، يعني يقع بين ثلاثة أشهر وليس ديسمبر فقط؛ وربما وقعت هذه الشائعة علي عاتق ديسمبر فحسب لكونه نهاية العام .
ديسمبر هو بداية شهر ونهاية عام كامل، ولكل شخص منا مجموعة أحداث تتعلق بكل شهر، ففي ديسمبر مثلًا: وُلد طفل لأسرة ظلت تتنقل بين الأطباء كي تحظى به، وآخر يبحث عن عمل جديد وجده في هذا الشهر، وأخرى تزوجت بمن تحب، وآخر أتم حفظ كتاب الله، وهذا أتم دراسته بنجاح وتقدم، ووقع فلان كتابه الأول… وغيرها من الأحداث الجميلة التي تركت آثارًا إيجابية لهؤلاء الأشخاص، وذكرى طيبة لديسمبر، بعد الأيام العجاف التي مروا بها، وكانت نعم الله- تعالى-عليهم في هذا الشهر
وعلي النقيض توفى فلان، خسر فلان عمله، أو ماله، بكت زوجة علي فراق زوجها، فكانت أحداث تترك ثلوجًا علي صدورهم، وعندما ذابت أضحت بحيرات من الحزن يغرقون فيها، ولهذا فهم يروا أنه شهر الضياع والحزم.
كل ما علينا أن نقتنع أن كل يوم هو بداية جديدة وعلينا أن نعمل من أجله، وأن نثق في الله- تعالى- وأنه عندما يهبنا الله بداية جديدة يجب ألا نُكرر الأخطاء القديمة، وعلينا بالتفاؤل، ونحاول جاهدين أن نحقق كل ما نحلم، ونجذب الخير لأنفسنا فقد قال تعالى في حديث قدسي:” أنا عند ظن عبدي بي فليظن ماشاء، فإن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فعليه”
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-” تفاءلوا بالخير تجدوه”
وهذا ما يفسره قانون الجذب- قانون من قوانين العقل الباطن- أننا عندما نفكر في شئ سواء خير أو شر نجذبه إلينا فيحدث.
نرسم خطة سنوية لأنفسنا، نحتفل في نهاية السنة بنجاحنا في تحقيقها، نحتفل بإنجازاتنا خلال العام، ولا ننس الإنجازات البسيطة والنعم المخفية التي دومًا نغفل عنها، ونعلم أن تبسمنا في وجوه الآخرين رغم ما نخفيه من أحزان إنجاز، مقاومتنا لحالتنا المزاجية السيئة وخروجنا للعمل إنجاز، مداومتنا علي قراءة الوِرد القرآني إنجاز.
فلنبدأ جميعنا بوضع خطة لحياتنا نحتفل بها في نهاية العام- في ديسمبر- فإن الأهداف المكتوبة تتحق بنسبة أكبر، ولا نضع لأنفسنا مجالًا للشك أو التشاؤم.