حين تتحول اللحظات إلى خيانة

حين تتحول اللحظات إلى خيانة

رشا مصطفى شاهين

نزع الود ليس أمرًا سهلاً أبدًا، وإخراج عزيز من القلب ليس هينًا، لكن هناك مواقف أجبرتنا على نزع حتى اللحظات التي تجذرت في أعماق ذاكرتنا. فما أصعب أن تفقد يقينك بمصداقية لحظة قضيتها مع من خانك وغدر بك يوما.

أنت لا تستطيع أن تحيا في قلبك وهمًا لم يعد حقيقياً، ولا يمكنك الاستمرار في إضفاء معنى على علاقات تحولت إلى سراب. حينما يخونك من ظننت أنه سندك، يصبح الفراق أهون من الاستمرار في خداع النفس.

لكن، حتى في غيابهم، تصبح الحقيقة أكثر وضوحًا. لأننا في النهاية، نكتشف أن الخيانة ليست مجرد غدر بالأشخاص، بل غدر بكل لحظة تم تبادلها في ظل كذب وادعاء.

الصدمة تأتي حينما تجد أن شخصًا كنت تعتبره جزءًا من حياتك كان في الحقيقة محض سراب، وأن كل لحظة تبادلتما فيها المشاعر لم تكن سوى وهم. تلك اللحظات التي ظننتها خالدة في الذاكرة تتحطم على صخور الحقيقة.

إن الصدمة تتجسد في أن المواقف الصادقة التي مررت بها أصبحت مشكوكًا فيها، وكل لحظة تحولت إلى سؤال مؤلم: هل كانت تلك اللحظات حقيقية؟ هل كان كل ما شعرت به من حب وإخلاص ذا معنى؟ أم أنه كان مجرد ستار للغدر الذي لم تراه إلا بعد فوات الأوان؟

لكن رغم كل شيء، تبقى الحياة مستمرة، ويظل الإنسان قادرًا على تعلم الدروس، وإن كانت مريرة، ليتأكد في النهاية أن اللحظات الحقيقية تبقى محفوظة في القلب، بينما تختفي الخيانات وراء الزمن.

حين تتحول اللحظات إلى خيانة
Comments (0)
Add Comment