بقلم: د/ بسمة خالد
في بعض العلاقات، لا تحتاج إلى أن تُقال لك الكلمات لتشعر بالتعب. يكفيك مجرد التفاعل، أو حتى التفكير في الشخص، لتشعر وكأن طاقتك قد سُحبت منك دون إنذار. هذا الشخص، بكل بساطة، ليس مصدر أمان، بل مصدر استنزاف. إنه “الشخص السام”.
كيف نعرفه؟
الشخص السام لا يصرخ دائمًا، ولا يُظهر وجهه الحقيقي منذ البداية. أحيانًا يأتي على هيئة صديق قريب، أو شريك عاطفي، أو حتى فرد من العائلة. شخص يتحدث كثيرًا، لكنه لا يسمعك. ينتقدك باسم “النية الطيبة”، ويُشعرك بالذنب لأنك فقط تحاول أن تعيش بهدوء.
هو الشخص الذي تُنهي حديثك معه وأنت تراجع نفسك، تشكّ في قراراتك، أو تشعر بأنك دائمًا المُخطئ. وجوده يجعلك متوترًا، مرتبكًا، وكأنك تمشي على أطراف أصابعك.
لماذا نبقى رغم الألم؟
نبقى أحيانًا بدافع الحب، أو لأننا لا نريد أن نبدو قاسين. وأحيانًا لأننا نخاف من الوحدة، أو نقنع أنفسنا بأن “كل الناس فيها عيوب”. لكن هناك فرقًا كبيرًا بين العيب الإنساني الطبيعي، والسلوك المؤذي الذي يُتعب روحك.
متى نقول كفى؟
حين تبدأ بالشعور بأنك تخسر نفسك في العلاقة. حين تُضحي دائمًا ولا تجد المقابل. حين تصبح علاقتك به عبئًا على صحتك النفسية أكثر من كونها دعمًا. في تلك اللحظة، تحتاج أن تتوقف، أن تحمي سلامك، حتى لو على حساب البُعد.
أخيرًا،
الشخص السام لا يحتاج دائمًا إلى صدام أو مواجهات حادة. أحيانًا، كل ما تحتاجه هو أن تعيد حساباتك بهدوء، وتبدأ بوضع مسافة. اختر من يُضيف لك، لا من يُطفئ نورك. تذكّر أن العلاقات الصحية لا تُتعبك، بل تُشعرك بأنك بخير، فقط لأنك أنت.
وإذا شعرت أن هناك علاقة تُرهقك بشكل يفوق قدرتك على التحمل، لا تتردد في التوجه إلى مختص نفسي. الحديث مع متخصص يمكن أن يساعدك على استيعاب ما تمر به، واستعادة توازنك، ورؤية الأمور بوضوح أكبر.
