قلوب أقسى من الحجارة

رشا مصطفى شاهين

في كل مرة نشاهد فيها مقاطع الفيديو القادمة من غزة أو الضفة، حيث الأطفال يُقتلون، والبيوت تُهدم، والقلوب تُكسر، نعود نتساءل: أي قلب هذا الذي لا يرحم؟ أي ضمير يستطيع أن ينام على صرخات النساء وأنين الجرحى؟!

قال تعالى:
“ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”

تصف هذه الآية حال بني إسرائيل بعد أن رأوا المعجزات وتابعوا النعم، لكن قلوبهم ظلت غليظة لا تلين. حتى الحجارة – الصماء الجامدة – ألين منها قلباً، فهي تنفجر بالأنهار أو تتفجر منها العيون أو تهبط من خشية الله، بينما هم لا يتأثرون بدماء ولا أوجاع.

اليوم، نرى نفس القسوة، بل أشد. نراها في عيون الجنود وهم يقتحمون البيوت، وفي قصف الطائرات الذي لا يفرق بين رضيع ومقاوم، في حصار وتجويع وقتل ممنهج. وكأن التاريخ يعيد نفسه، بل أشد قسوةً وتبلدًا.

لكن… “وما الله بغافلٍ عمّا تعملون”
فمهما طال الظلم، فإن الله لا ينسى. والحق لا يموت، حتى لو خذله الجميع.

قلوب أقسى من الحجارة
Comments (0)
Add Comment