ريناد حسام
تعيش مدينة رفح في جنوب قطاع غزة أوضاعًا مأساوية بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن سيطرته الكاملة على المدينة، ما يهدف إلى توسيع ما يُسمى بـ “المناطق الأمنية” في القطاع. هذا التصعيد يأتي بعد أسابيع من القصف العنيف الذي خلف مئات القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديو مروعة تظهر اللحظات المرعبة للقصف الإسرائيلي، حيث تعرض المدنيون لإصابات خطيرة وسط دمار شامل. المشاهد توثق لحظات قاسية، حيث تطايرت الأجساد بفعل الانفجارات العنيفة، وارتفعت صرخات النساء والأطفال، مما يعكس حجم المأساة اليومية التي يعاني منها سكان المدينة.
مع استمرار العمليات العسكرية، اضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار من منازلهم، في وقت تواجه فيه المدينة أزمة إنسانية خانقة. منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) أكدت أن ثلثي قطاع غزة أصبح مناطق محظورة الوصول، مما يزيد من تعقيد الأوضاع.
ردود الفعل الدولية تتوالى، حيث تدعو العديد من الدول والمنظمات الإنسانية لوقف العمليات العسكرية وفتح ممرات إنسانية عاجلة. في الوقت ذاته، إسرائيل تُصر على متابعة حملتها العسكرية، وسط مطالب متزايدة بفتح تحقيقات في الانتهاكات الإنسانية التي تطال المدنيين.
وبينما يشتد الحصار، يعاني سكان رفح من نقص حاد في الغذاء والإمدادات الطبية. المستشفيات الميدانية تعمل بطاقتها القصوى، في حين يحاول السكان التكيف مع الظروف القاسية وسط القصف المستمر.
في ظل هذه الأزمة المستمرة، تتواصل محاولات السكان للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الظروف القاسية. العديد من العائلات التي نزحت عن منازلها تعيش في مخيمات مؤقتة، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء. كما يعاني الأطفال من تفشي الأمراض نتيجة لعدم توفر الرعاية الصحية الكافية، في وقت يزداد فيه الضغط على المستشفيات الميدانية، التي لا تستطيع تلبية احتياجات الجرحى والمصابين.
من ناحية أخرى، تفاقمت المعاناة الإنسانية في مناطق رفح بسبب الحصار المشدد، حيث باتت المساعدات الإنسانية شبه معدومة. تقارير حقوقية تشير إلى أن عمليات القصف الإسرائيلية قد دمرت العديد من البنية التحتية الحيوية، مثل محطات الكهرباء والمياه، مما جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للسكان.
في هذه الأوقات العصيبة، تواصل المنظمات الإنسانية بذل جهودها لتقديم المساعدة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في الوصول إلى المناطق المتضررة. لكن وبسبب القيود المفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية، يبقى الوصول إلى بعض المناطق في قطاع غزة أمرًا شبه مستحيل.
فيما تستمر العمليات العسكرية، تزداد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وفتح قنوات الحوار، لكن لا تبدو هناك بوادر لتخفيف حدة العنف في الأفق القريب.
المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان رفح تظهر في كل زاوية من المدينة المدمرة، حيث تكافح الأسر للعثور على مكان آمن وسط الأنقاض، ويتمنى الجميع أن يتحقق السلام قريبًا، ولكن في ظل الواقع الحالي، تظل الأمل ضعيفًا في ظل عدم وضوح المسار السياسي المستقبلي.