عيد علي يكتب حيث تجد الأرواح مأواها

عيد علي يكتب حيث تجد الأرواح مأواها

تمامًا كما تتردد الطيور قبل أن تحط على الأرض لا تختار أرواحنا البقاء إلا حيث تشعر بالأمان والطمأنينة فالمكان ليس مجرد مساحة بل هو إحساس يمنحنا الراحة أو يدفعنا للرحيل.

الأرواح كالأجنحة لا تستقر إلا حيث تجد السكينة ولا تزهر إلا في بيئة تحتضنها بمحبة ودفء. قد نمر بأماكن كثيرة لكن القلب لا يتوقف إلا عند محطة يشعر فيها بأنه وصل حيث تختفي المخاوف ويحل السلام الداخلي.

فكم من أماكن رحلنا عنها رغم جمالها لأنها لم تمنحنا الأمان!؟ وكم من زوايا بسيطة احتضنت أرواحنا فجعلتنا نشعر وكأنها الكون بأسره!؟ ليس الأمر في الجدران أو المساحات بل في الإحساس الذي يبثه المكان في الدفء الذي يحتضننا دون أن نطلبه.

وقد عبر الشاعر جلال الدين الرومي عن هذا المعنى حين قال:
“ما تبحث عنه يبحث عنك فحين يكون المكان مناسبًا لروحك ستجد نفسك تنجذب إليه بلا وعي وكأنك أخيرًا وجدت وطنك الضائع.”

وكذلك يقول محمود درويش:
“الحنين هو مسافة الأمان بين القلب والمكان.” فالأمان ليس فقط في وجود سقف فوق رؤوسنا بل في الشعور بأن هذا المكان يحتضننا كما نحن بلا خوف أو تردد.

لهذا لا تبحث فقط عن الأماكن بل عن الطمأنينة التي تمنحها. فحيث يكون الأمان يكون الموطن الحقيقي للروح.

عيد علي يكتب حيث تجد الأرواح مأواها
Comments (0)
Add Comment