إسرائيل تتهم ومصر ترد: معركة كلامية حول اتفاقية السلام

تقرير د _ عيد علي
تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب بعد ادعاءات إسرائيلية بانتهاك مصر لاتفاقية السلام

تجددت الاتهامات الإسرائيلية ضد مصر بشأن ما تصفه تل أبيب بـ”الانتهاكات” لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979 حيث زعمت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن القاهرة تعزز قدراتها العسكرية في سيناء بما يتجاوز ما تنص عليه الاتفاقية. وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل طالبت مصر والولايات المتحدة بتفكيك تلك البنية العسكرية، معتبرةً أنها تشكل خرقًا للملحق الأمني في الاتفاقية.

وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي فإن هذه القضية باتت “أولوية قصوى” لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أكد أن إسرائيل “لن تقبل بهذا الوضع” مشيرًا إلى أن تل أبيب لا تعتزم تغيير انتشارها العسكري على الحدود المصرية، لكنها ترفض التصعيد العسكري المصري في المنطقة.

في المقابل جاء الرد المصري سريعًا وحاسمًا حيث شن الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري هجومًا لاذعًا على الاتهامات الإسرائيلية مؤكدًا أن الادعاءات هدفها التغطية على الأزمات الداخلية لحكومة بنيامين نتنياهو.

وقال بكري في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”: “هذه الادعاءات الإسرائيلية كاذبة ومحاولة مكشوفة لاستهداف الجيش المصري وتسليحه. لكنهم يتناسون أن الجيش المصري هو جيش وطني شريف يحمي أمن بلاده ولا يقبل الإملاءات”.

وأضاف بكري، موجهًا حديثه للإسرائيليين: “يبدو أنكم بحاجة إلى تذكّر هزيمتكم في حرب أكتوبر 1973 وكما قال الرئيس السيسي: الجيش الذي فعلها من قبل قادر على فعلها مرة أخرى”.

في سياق متصل أفادت تقارير إعلامية عبرية من بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن إسرائيل ناقشت مع قوة المراقبة الأمريكية في سيناء ما أسمته “الخروقات المصرية” للملحق العسكري في اتفاقية كامب ديفيد. وزعمت أن التقارير الدولية رصدت تعزيزات عسكرية مصرية متزايدة في سيناء وهو ما تعتبره تل أبيب تجاوزًا للاتفاقات الموقعة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت شهدت فيه العلاقات المصرية الإسرائيلية توترًا متزايدًا خاصة مع الضغوط التي مارستها إسرائيل خلال العدوان الأخير على غزة وطرحها مقترحات لتوطين سكان القطاع في سيناء وهو الأمر الذي قوبل برفض قاطع من القاهرة.

من جانبه أثار داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة تساؤلات حول تزايد قدرات الجيش المصري معبرًا عن قلق تل أبيب من حجم التسليح المصري المتطور، بما في ذلك الغواصات والدبابات.

ورد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق، بحسم قائلًا: “مصر دولة قوية وكبرى ومن الطبيعي أن تمتلك جيشًا قويًا يحمي أمنها القومي بكل أبعاده”.

رغم الضغوط الإسرائيلية يبدو أن مصر ماضية في خططها الدفاعية دون الالتفات لمحاولات التشكيك أو فرض الإملاءات.

إسرائيل تتهم ومصر ترد: معركة كلامية حول اتفاقية السلام
Comments (0)
Add Comment