حمدًا لله عز وجل على هدايتك (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)

حمدًا لله عز وجل على هدايتك (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)

بقلم: أحمد خالد

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. فمن أعظم النعم التي يمنُّ الله بها على عباده أن يفتح لهم أبواب الهداية، ويهيئ لهم سُبُل الرشاد، ويجعل قلوبهم متعلقة بنوره الذي لا يَخبو، ولا يُضام من سار في دربه.

الهداية ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي رحلة طويلة تبدأ بلحظة صدق مع النفس، وسعي حثيث نحو الحق، واستجابة لدعوة الله التي تنادي عباده في كل لحظة: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).

فما أعظم لحظة يعود فيها المرء إلى الله، بعد تيهٍ في ظلمات الشك أو الغفلة! إنها لحظة ميلاد جديد، لحظة يشعر فيها الإنسان بأن روحه قد غُسلت من هموم الدنيا، وأن قلبه قد امتلأ نورًا وطمأنينة، وكأنما وُلد من جديد في عالم من الصفاء والنقاء.

لكن الهداية ليست محطة يصل إليها المرء ثم يستريح، بل هي دربٌ ممتد يحتاج إلى صبر ومجاهدة، يحتاج إلى يقين وثبات، يحتاج إلى دعاء دائم بأن يرزقنا الله الاستقامة بعد الهداية، فلا نكون من الذين قال عنهم: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).

اللهم كما هديتنا، فثبّتنا. وكما أكرمتنا بمعرفة الحق، فأعنّا على اتباعه. وكما رزقتنا نور البصيرة، فلا تحرمنا لذة القرب منك، حتى نلقاك وأنت راضٍ عنّا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حمدًا لله عز وجل على هدايتك (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)
Comments (0)
Add Comment