الضفة الغربية في رمضان.. تصعيد إسرائيلي متواصل واستقرار أمني بعيد المنال

الضفة الغربية في رمضان.. تصعيد إسرائيلي متواصل واستقرار أمني بعيد المنال

تقرير: وصال أبو عليا
في الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطينيون شهر رمضان لالتقاط الأنفاس وسط الأزمات المتلاحقة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري في الضفة الغربية، مستهدفًا مدنًا ومخيمات بأكملها، من جنين إلى طولكرم، في عمليات أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، وتهجير آلاف العائلات قسرًا، وسط اعتقالات وهدم للمنازل وتضييقات مستمرة.

الاحتلال يضرب الجغرافيا والديمغرافيا

يرى الخبير الأمني عدنان الضميري أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ المخيمات من سكانها، في خطوة لتصفية قضية اللاجئين. ويشير إلى أن المخيمات الفلسطينية، مثل نور شمس وجنين وطولكرم، تعرضت لهجمات مكثفة، مما أجبر آلاف السكان على الفرار، بينما تواجه بقية مناطق الضفة حصارًا خانقًا، حيث أقام الاحتلال أكثر من 108 حواجز عسكرية تعرقل حركة الفلسطينيين، في عقوبة جماعية تطال الجميع.

رمضان بلا استقرار.. والاحتلال لا يعترف بالحرمة

يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي محمد عواودة أن لا مؤشرات على استقرار أمني في رمضان، بل على العكس، هناك إجراءات مشددة، تشمل تقليص أعداد الفلسطينيين المسموح لهم بدخول القدس للصلاة، إلى جانب استمرار الاعتقالات، والتهديدات بحملات عسكرية جديدة في الضفة، ما يعكس نية الاحتلال في إبقاء الأوضاع مشتعلة.

اقتصاد الضفة.. انهيار متسارع وارتفاع غير مسبوق للأسعار

الأزمة الاقتصادية تتفاقم بشكل خطير، حيث يوضح الخبير الاقتصادي د. هيثم دراغمة أن القطاعات الإنتاجية تشهد انهيارات حادة؛ فالقطاع الزراعي تراجع بنسبة 25%، وقطاع الإنشاءات بنسبة 85%، بينما تعاني الخدمات والصناعة من تدهور غير مسبوق. ومع توقف تحويل السلع من غزة إلى الضفة، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وازدادت البطالة إلى 25%، مع خسائر مالية تجاوزت مليار وربع مليار دولار بسبب توقف العمالة الفلسطينية في الداخل المحتل.

رغم الحصار.. التكافل الاجتماعي يضيء رمضان الفلسطيني

في ظل الحصار والتصعيد، لم تتراجع روح التضامن بين الفلسطينيين، حيث تحركت قوافل الإغاثة من مختلف المدن لتقديم المساعدات الغذائية والمالية للنازحين. كما أن لجان الزكاة والتكايا تلعب دورًا محوريًا في سد احتياجات العائلات المتضررة، إذ تقدم “تكية بيتونيا” وحدها 1500 وجبة يوميًا، في مشهد يجسد صمود الفلسطينيين رغم الأزمات.

المستقبل القريب.. تصعيد مستمر وأوضاع مرشحة للتدهور

مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، يزداد المشهد في الضفة الغربية تعقيدًا، فالتضييقات العسكرية، والانهيار الاقتصادي، والاستهداف الممنهج للمخيمات، كلها مؤشرات على أن الأسابيع القادمة قد تحمل تصعيدًا أكبر، في ظل غياب أي بوادر حقيقية للتهدئة خلال شهر رمضان المبارك.

الضفة الغربية في رمضان.. تصعيد إسرائيلي متواصل واستقرار أمني بعيد المنال
Comments (0)
Add Comment