بقلم: أحمد خالد
القلب هو موطن الرحمة ومصدر الإحساس، وعندما يقسو، يفقد الإنسان إنسانيته ويصبح صخرة لا تلين، لا تحركه دمعة مظلوم ولا يستوقفه أنين محتاج. في هذا التحذير الإلهي، “فويل للقاسية قلوبهم”، نرى تهديدًا ووعيدًا من رب العالمين لأولئك الذين تجردوا من الرحمة، فأصاب قلوبهم الجفاف والغلظة.
الويل—ذلك العذاب العظيم—ليس مجرد تحذير عابر، بل هو وادٍ في جهنم تستعيذ منه النار ذاتها. واديٌ لو سُيِّرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرارته. إنه مصيرٌ مخيف لكل من أعرض عن الحق، وتعامل مع الناس بقسوة وجفاء، ولم يرقّ قلبه لضعيف أو محتاج.
إن القسوة ليست مجرد تصرفات عابرة، بل مرض يقتل الروح قبل الجسد، ويجرّ الإنسان إلى الهلاك دون أن يشعر. وقد ضرب الله لنا أمثلة في القرآن عن أقوام هلكوا بسبب قسوة قلوبهم، فكيف بنا اليوم ونحن نرى هذه القسوة متجسدة في حياتنا اليومية؟
فلنحذر أن تتحجر قلوبنا، ولنلِنها بالذكر، والإحسان، والرحمة، قبل أن يكون الندم هو المصير المحتوم.
