✍️ بقلم: خيري بوزاني
لم يكن الحوار مع خالد الظنحاني مجرد لقاء عابر، بل كان أشبه برحلة عبر مساحات الإبداع، حيث تلتقي الفكرة بالشغف، وتتشكل الكلمات كجسور تعبر نحو آفاق ثقافية أرحب. في تلك الجلسة التي اتسعت لأحلام الأدب وهموم المشهد الثقافي، بدا الظنحاني أكثر من مجرد أديب وإعلامي إماراتي، بل كان روحًا تنبض بالمشروع الثقافي، ورؤية تتجاوز حدود المكان والزمان.
من الفجيرة، حيث يمتد البحر شاهداً على أحلام المبدعين، أطلق الظنحاني مبادراته الثقافية، فكانت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية منصة تجمع الأدباء والمفكرين، وبيت الشعر في الفجيرة مساحة يتردد فيها صدى القصائد، لتصبح الكلمة سلاحًا والإبداع هوية. ولم تتوقف رحلته عند حدود الإمارات، بل حمل رسالة زايد إلى العالم عبر “مبادرة سفراء زايد”، ساعيًا إلى نشر قيم الانفتاح والتفاعل الثقافي على المستوى الدولي.
ولأن التميز لا يمر دون أن يُخلّد، فقد نال الظنحاني تقديرًا عالميًا، حيث اختير ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة عربيًا وعالميًا في 2019، وحصد جائزة الرئيس الهندي الراحل عبد الكلام العالمية للتميز الثقافي عام 2016، كما كُرّم ضمن أبرز 100 شخصية عربية في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2020.
مع الظنحاني، تبدو الثقافة مشروعًا ممتدًا لا تقتصر على الكلمات، بل تتحول إلى فعلٍ مستدام، ورؤية تُغرس لتنمو في أذهان الأجيال. إنه أحد الذين لا تُقاس إنجازاتهم بما كتبوا فقط، بل بما زرعوه من أثر باقٍ في فضاءات الفكر والإبداع.
