تحرير طابا.. ملحمة دبلوماسية رسّخت سيادة مصر”

تحرير طابا.. ملحمة دبلوماسية رسّخت سيادة مصر”

بقلم: د. ناصر السلاموني
رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية

لم يكن تحرير طابا مجرد استعادة قطعة أرض، بل كان انتصارًا يعكس قوة مصر الدبلوماسية وقدرتها على استرجاع حقوقها بالطرق القانونية. فقد استطاعت مصر، بعد حرب أكتوبر 1973، أن تستعيد سيناء بالكامل عبر اتفاقية السلام 1979، إلا أن إسرائيل حاولت التمسك بطابا، ما دفع مصر إلى اللجوء للتحكيم الدولي عام 1986، حيث قدمت أدلة قانونية وتاريخية دامغة. وفي 29 سبتمبر 1988، صدر الحكم لصالح مصر، ليتم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في 19 مارس 1989، في انتصار سيادي ودبلوماسي استثنائي.

لماذا كانت طابا محورية في الصراع؟

تقع طابا في موقع استراتيجي عند خليج العقبة، مما جعلها نقطة حيوية للأمن القومي المصري ولحركة التجارة والسياحة. كان إصرار مصر على استعادتها رسالة واضحة بأن كل شبر من تراب الوطن لا يمكن التفريط فيه، وأن السيادة الوطنية ليست محل تفاوض أو مساومة.

كيف انتصرت مصر بدون حرب؟

لعبت القيادة المصرية دورًا بارزًا في استعادة طابا من خلال:

التفاوض القوي المدعوم بالأدلة: تقديم وثائق تاريخية وخبراء قانونيين أثبتوا مصرية طابا.

التوازن بين الدبلوماسية والقدرة العسكرية: رغم تبني الحلول السلمية، كانت القوة العسكرية المصرية جاهزة لحماية الحقوق الوطنية.

احترام القانون الدولي: عزّز موقف مصر كدولة تحترم الاتفاقيات الدولية وتلجأ للحلول القانونية لحل النزاعات.

انعكاسات تحرير طابا على مصر والمنطقة

✔ تعزيز صورة مصر عالميًا كدولة تحترم القانون الدولي وتدافع عن حقوقها بذكاء ودبلوماسية.
✔ ترسيخ مبادئ السيادة الوطنية وإثبات أن الحقوق الوطنية لا تسقط بالتقادم.
✔ تحفيز التنمية في سيناء، حيث تحولت طابا اليوم إلى وجهة سياحية عالمية تدعم الاقتصاد المصري.

دروس مستفادة من ملحمة طابا

✅ القانون الدولي يمكن أن يكون سلاحًا قويًا عند استخدامه بذكاء.
✅ الدبلوماسية لا تعني التخلي عن القوة، بل استخدامها بحكمة.
✅ التنمية في المناطق الحدودية تعزز الأمن والسيادة.

طابا اليوم.. رمز للتنمية والانتصار

بعد تحريرها، أصبحت طابا وجهة سياحية رائدة بفضل شواطئها الخلابة وموقعها الاستراتيجي. كما أن الدولة المصرية مستمرة في تنمية سيناء، من خلال مشروعات البنية التحتية، والاستثمار، وتعزيز الأمن، لضمان أن تظل طابا رمزًا للسيادة والانتصار والتنمية المستدامة.

الخاتمة

تحرير طابا لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل درس وطني خالد في التخطيط الاستراتيجي، وحماية الحقوق، والانتصار الدبلوماسي. وهو تأكيد على أن مصر لا تفرط في أرضها، وأن استعادة الحقوق لا تتطلب السلاح فقط، بل تحتاج إلى رؤية، وعزيمة، وإرادة لا تلين.

تحرير طابا.. ملحمة دبلوماسية رسّخت سيادة مصر"
Comments (0)
Add Comment