وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

بقلم: أحمد خالد

في عالمٍ يموج بالتغيرات والمتناقضات، تظل القيم الإنسانية السامية بمثابة منارة تهدي القلوب وتوجه السلوك. ومن بين هذه القيم، يتجلى الإحسان كقيمة رفيعة لا ترتبط فقط بالعطاء، بل بروح العطاء وأثره الممتد.

الإحسان.. فلسفة حياة
الإحسان ليس مجرد فعل طيب نقوم به، بل هو نهج حياة يرتقي بالإنسان إلى مراتب عليا من الصفاء الروحي والاجتماعي. حين يبذل المرء الخير دون انتظار مقابل، فإنه يزرع بذور المحبة في قلوب الآخرين، وحين يُتقن عمله ويخلص فيه، فإنه يُسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا واستقرارًا.

الإحسان يُولد إحسانًا
في كثير من الأحيان، قد يعتقد البعض أن الخير الذي يقدمه قد يضيع سدى، لكن الحقيقة أن الإحسان لا يضيع أبدًا. فكما أن للشر دائرة تدور على صاحبها، فإن للخير أيضًا دائرة تعود إلى فاعلها بأشكال مختلفة، قد تكون على هيئة مساعدة غير متوقعة، أو باب رزق يُفتح في وقت الحاجة، أو حتى دعوة صادقة من قلبٍ ممتن.

حين يُقابل الإحسان بالنكران
لا شك أن بعض الناس قد يُقابلون الإحسان بالجحود، مما يدفع البعض إلى التساؤل: هل يستحق الجميع الإحسان؟ الإجابة ليست في الآخرين، بل في أنفسنا. فالإحسان ليس مرتبطًا باستحقاق الآخرين له، بل بنقاء قلوبنا وصدق نوايانا. ومن يفعل الخير ابتغاء مرضاة الله أو إيمانًا بقيمته، لن يثنيه الجحود عن الاستمرار في فعله.

الإحسان.. نورٌ لا ينطفئ
في النهاية، تبقى قاعدة “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” حقيقة راسخة، حتى وإن تأخر الجزاء أو جاء من مصدر غير متوقع. فلنجعل الإحسان أسلوب حياة، ولننثر الخير دون انتظار، لأن ما نقدمه اليوم سيرتد إلينا يومًا، ولو بعد حين.

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
Comments (0)
Add Comment