القاهرية
في تطور سريع يعكس الجدل المستمر حول سياساته، جمعت عريضة تطالب بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من 100 ألف توقيع خلال أيام قليلة من بدء ولايته الثانية، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية.
وجاء في نص العريضة:
“يواصل ترامب اتخاذ إجراءات غير قانونية وغير دستورية. لقد تولى منصبه منذ أقل من أسبوعين، ولا تزال الجرائم التي تستوجب المساءلة تتراكم. يتعين علينا أن نطالب بالمساءلة عندما يسيء الرئيس استخدام سلطته”.
تباين المواقف بين الجمهوريين والديمقراطيين
ورغم الانتقادات المتزايدة، يحظى ترامب بدعم واسع من الحزب الجمهوري، حيث دافع أعضاؤه عن قراراته منذ عودته إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، أبدى بعض الجمهوريين تحفظهم على فكرة العفو عن المتهمين في اقتحام الكابيتول في 6 يناير، خاصة أولئك المدانين بارتكاب جرائم عنيفة.
من جهة أخرى، يرى الديمقراطيون أن تصرفات ترامب منذ عودته إلى السلطة تؤكد ضرورة إعادة النظر في عزله، في ظل ما وصفوه بانتهاكاته المستمرة للدستور. وتشير بعض التقارير إلى أن البيت الأبيض يشهد حالة من التوتر بسبب الضغوط المتزايدة على الإدارة الجديدة، حيث يسعى الديمقراطيون لحشد الرأي العام ضد ترامب قبيل انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
هل يمكن أن ينجح العزل هذه المرة؟
ورغم الضغوط السياسية والشعبية، تستبعد نيوزويك نجاح محاولات عزل ترامب للمرة الثالثة، خاصة في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس. لكن يبقى السيناريو مفتوحًا على تغييرات محتملة، خصوصًا إذا تمكن الديمقراطيون من استعادة الأغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات 2026، مما قد يمنحهم فرصة أخرى لمحاولة عزله مجددًا.
ترامب في مواجهة عاصفة سياسية جديدة
بالتزامن مع حملة العزل، يواجه ترامب تحديات قانونية أخرى قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي. إذ تستمر التحقيقات في عدة قضايا تتعلق بإدارته، بما في ذلك مزاعم حول تضارب المصالح وإساءة استخدام السلطة.
في المقابل، يحاول ترامب تعزيز قاعدته الجماهيرية، حيث عقد مؤخرًا عدة تجمعات حاشدة، مؤكدًا لأنصاره أنه يتعرض لـ”حملة اضطهاد سياسي”. ويعتمد ترامب على خطاب المواجهة لكسب المزيد من الدعم الشعبي، وهو ما قد يساعده في التصدي لمحاولات عزله.
ومع استمرار هذا الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن ترامب من تجاوز هذه العاصفة السياسية، أم أن حملات العزل ستنجح في الإطاحة به هذه المرة؟
