المتمردة: الجزء الخامس والعشرون

بقلم د _ عيد علي
رغم أنني شعرت بحيرة شديدة، إلا أنني لم أستطع تجاهل صوت المتمردة الذي حمل معه الكثير من الألم. كانت كلماتها تخترق سكون اللحظة، وتعيدني إلى ذكريات مريرة كانت قد طواها الزمن. هل يمكن أن يكون الوقت قد حان لمراجعة كل شيء؟ وهل كانت المتمردة تستحق فرصة أخرى؟

لكن قلبى كان مشغولًا بحب ليلى الذي أصبح أكثر عمقًا وقوة مع مرور الأيام. كان وجودها في حياتي يمثل الأمان، كان حبها هو الملاذ الذي أهرب إليه من كل شيء آخر. كنت أعلم في أعماق قلبي أن هذا هو ما أحتاجه، ولكن ماضي المتمردة كان يظل يطاردني.

“لا أعرف إذا كنت قادرًا على مساعدتك بعد كل ما حدث”، قلت بصوت متردد، وأنا أحاول ترتيب أفكاري. “لكنني لن أستطيع أن أعيش في الماضي بعد الآن. ليلى هي من تستحق حبي واهتمامي الآن.”

كان الصمت ثقيلًا، كما لو أن المتمردة كانت تستوعب كل كلمة قلتها. ثم جاء صوتها من جديد، لكن هذه المرة كان أكثر هدوءًا، وأكثر انكسارًا: “أفهمك جيدًا. لم أكن أطلب منك العودة، فقط أردت أن أخبرك بالحقيقة قبل أن أرحل.”

كلماتها تركت في داخلي شعورًا بالندم، لكن أيضًا شعورًا بالتحرر. يبدو أنني أخيرًا قد وصلت إلى نقطة كان يجب أن أصل إليها منذ وقت طويل.
إلى اللقاء مع الجزء السادس والعشرون

المتمردة: الجزء الخامس والعشرون
Comments (0)
Add Comment