المتمردة: الجزء الثالث عشر – شرخ الثقة

 

بقلم د _ عيد علي

مرت الأيام التي تلت العاصفة بسلاسة ظاهرة، لكن في أعماقي شعرت أن شيئًا ما تغيّر. كانت لحظاتنا معًا مليئة بالتفاهم والانسجام، ولكن تحت هذا السطح الهادئ، بدأت تظهر بوادر التوتر.

كان أول شرخ يظهر في علاقة بدت متماسكة عندما بدأت أتخذ قرارات دون الرجوع إليها. لم يكن الأمر مقصودًا، لكنه كان نتيجة لإحساسي المتزايد بضرورة حماية ما بنيناه. كنت أعتقد أنني أفعل الصواب، لكنها شعرت بأنني أستبعدها شيئًا فشيئًا.

في إحدى الليالي، بينما كنا نتحدث عن خططنا المستقبلية، قاطعتني قائلة:
“لماذا أصبحت تتصرف وكأنك وحدك المسؤول؟ هل فقدتَ ثقتك بي؟”

تجمدت الكلمات في حلقي. لم أكن أريد أن أظهر ضعفي، لكنني شعرت أن اعترافي قد يكون بداية لانهيار كل شيء. قلت بصوت هادئ:
“الأمر ليس كذلك… لكنني لا أريد أن أحملك أكثر مما يجب. أنتِ تحملتِ الكثير.”

صمتُ للحظات، لا أملك إجابة شافية. شعرت أن بيننا جدارًا خفيًا بدأ يرتفع.

مع مرور الوقت، بدأت الخلافات الصغيرة تتحول إلى مشاحنات أكبر. كل قرار كنت أتخذه كان يقابل بتساؤل، وكل خطوة كانت تقابلها بنظرة شك. لم تعد تلك النظرات التي تحمل الثقة التي عهدتها.

وفي إحدى الليالي العاصفة، جاءتنا رسالة أخرى تحمل تهديدًا جديدًا. كانت الرسالة غامضة، لكن محتواها كان واضحًا: هناك من يعمل في الخفاء لتدمير ما تبقى من علاقتنا، مستغلًا هذه التوترات المتصاعدة.

نظرت إليها، وكنت أبحث في عينيها عن الدعم الذي طالما وجدته، لكنها قالت بهدوء:
“ربما علينا مواجهة هذا كلٌّ بمفرده. يبدو أن شراكتنا أصبحت عبئًا أكثر مما هي قوة.”

كانت كلماتها كطعنة، لكنها كانت صادقة. شعرت أن الشكوك والتوترات قد أخذت منا أكثر مما أعطتنا.

هل يمكن أن تعود مملكتنا كما كانت؟ أم أن الشرخ الذي حدث بيننا قد أصبح أعمق من أن يُصلح؟

إلى اللقاء في الجزء الرابع عشر…

المتمردة / شرخ الثقة
Comments (0)
Add Comment