د/ حمدان محمد
شهدت مدينة الأقصر، يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، جريمة بشعة هزت وجدان المجتمع المصري. قام شاب يبلغ من العمر 38 عامًا بقتل مواطن يُدعى حجاج كمال محمد، البالغ من العمر 59 عامًا، وفصل رأسه عن جسده باستخدام سكين حاد. الحادثة وقعت في منطقة أبو الجود بوسط المدينة، وأثارت حالة من الذهول والخوف بين الأهالي.
وبحسب شهود عيان، كان الضحية عائدًا من عمله كموظف في مديرية التضامن الاجتماعي عندما هاجمه الجاني بشكل مفاجئ في الشارع. الهجوم، الذي وقع في وضح النهار، انتهى بمشهد مأساوي كان كافيًا لإثارة الرعب والصدمة في نفوس الأهالي.
ومما ذكر على الجاني: أنه يعاني من اضطرابات نفسية وسلوكيات غريبة
وأثناء التحقيقات، أدلى الجاني بتصريحات أثارت استغراب المحققين، حيث زعم أنه يشرب مزيجًا من المياه والأسمنت ليزيد من قوته البدنية. هذا التصريح ألقى الضوء على حالة من الاضطراب النفسي الشديد، والتي كانت واضحة أيضًا من خلال سجل المتهم الجنائي الذي يتضمن قضايا متعددة، من بينها اعتداءات على أقربائه.
كما أكدت مصادر أمنية إلي أن الجاني كان يعيش بمفرده بعد أن تخلت أسرته عن العناية به بسبب سلوكياته الخطيرة، والتي زادت حدتها مع مرور الوقت.
وعلى الفور تحركت قوات الأمن بسرعة فور تلقي البلاغ، وتم القبض على المتهم في موقع الجريمة.كما قامت النيابة العامة بمباشرة التحقيقات، وأمرت بإجراء فحص طبي شامل للمتهم، بما في ذلك تقييم حالته النفسية. كما تم نقل جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى الكرنك الدولي لتشريحه وإعداد تقرير طبي مفصل.
ولكن الحادثة أثارت موجة من الجدل في الأقصر، حيث طالب المواطنون بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان مراقبة وعلاج المرضى النفسيين الذين قد يشكلون خطرًا على المجتمع. كما دعا الأهالي إلى تحسين الخدمات الصحية النفسية وتوفير برامج توعية مجتمعية للتعامل مع هذه القضايا.
ولكن !!!!
هل كان بالإمكان منع وقوع الجريمة لو تلقى الجاني العلاج النفسي المناسب؟
كيف يمكن تحسين تعامل المجتمع مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية؟
هل ستدفع هذه الحادثة السلطات إلى تعزيز الجهود للحد من العنف المجتمعي؟
ولكن تبقى مأساة الأقصر درسًا قاسيًا يوضح أهمية التعامل الجاد مع قضايا الصحة النفسية في مصر. الجريمة ليست مجرد حادثة فردية، بل انعكاس لتحديات أعمق تحتاج إلى مواجهة شاملة لضمان الأمن والسلامة للجميع.