بقلم: د _ عيد علي
عدت إلى منزلي محملًا بحزنٍ أثقل كاهلي، وكأن العالم قد قرر أن يتآمر ضدي. لم أكن أعلم ما أفعل، أو كيف أُخرج تلك المشاعر المتضاربة من داخلي. قررت أن أعزل نفسي عن الجميع، علّني أجد السكينة بين جدران غرفتي.
ولكن، حتى هنا لم يتركني طيفها. كنت أراها في كل زاوية، أسمع صوتها يهمس لي، وكأنها تسكن أعماقي. حاولت أن أبحث عن مخرجٍ لهذه الدوامة، أن أنسى كل شيء، ولكن كيف أنسى من أشعلت قلبي شوقًا؟
أصبحت أتساءل: هل أستمر في هذه المعركة القاسية؟ أم أترك كل شيء وأرحل؟ لكن كيف أرحل وأنا لا أستطيع تخيل يومٍ يمر دون أن أراها؟
في إحدى الليالي، وبينما كنت أغرق في أفكاري، قررت أن أكتب لها رسالة، أُفصح فيها عن كل ما يختلج في داخلي. كتبت:
“إلى من سكنت قلبي وعقلي،
أعلم أن كلماتي قد لا تعبر عن كل ما بداخلي، ولكنني عاجز عن الصمت أكثر. أحببتك بكل تفاصيلك، ببراءتك التي تأسرني، وبقوتك التي تُربكني. أعلم أنني لست الوحيد الذي يرى فيك هذا السحر، ولكنني الوحيد الذي يراك عالمًا كاملًا، وليس مجرد إنسانة تمر في حياته.
إن كان لكلمات الحب وقعٌ في قلبك، فأخبريني، وإن لم يكن، فأرجوك أن تحرريني من هذا الأسر.”
كتبت الرسالة، ووضعتها جانبًا، مترددًا في إرسالها. كنت أخشى أن تقتلني الإجابة، سواء كانت بنعم أو بلا.
مرّت الأيام، وأنا أعيش بين الأمل والخوف. وفي يومٍ عادي، وبينما كنت جالسًا في مكتبي أحاول التركيز في عملي، جاءني اتصال منها. كان صوتها مختلفًا، بدا وكأنها تريد قول شيءٍ مهم.
قالت: “أريد أن أراك. هناك شيءٌ أحتاج أن أُخبرك به.”
لم أستطع أن أُجيبها سوى بكلمة واحدة: “حسنًا.”
إلى اللقاء في الجزء الرابع