د _ حمدان محمد
تشهد غزة حالياً تطورات مهمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اليوم الأحد، 19 يناير 2025.
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مطولة، يهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ 470 يوماً، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين.
تفاصيل الاتفاق:
وقف إطلاق النار: بدأ سريان وقف إطلاق النار رسمياً صباح اليوم، مما أتاح لسكان غزة فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد فترة طويلة من التصعيد العسكري.
تبادل الأسرى: في إطار الاتفاق، أطلقت حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات، تم تسليمهن إلى الصليب الأحمر في مدينة غزة قبل نقلهن إلى الجانب الإسرائيلي. في المقابل، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن قائمة تضم 69 امرأة و21 طفلاً فلسطينياً سيتم الإفراج عنهم كجزء من صفقة التبادل.
المساعدات الإنسانية: مع بدء سريان الهدنة، تم تجهيز حوالي 2000 شاحنة مساعدات في شمال سيناء استعداداً لدخول غزة، بهدف تقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان القطاع.
ردود الفعل الدولية:
الولايات المتحدة: رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة لدعم المدنيين. كما أكد على ضرورة تنفيذ الاتفاق بشكل كامل لضمان استمرارية الهدوء.
الفاتيكان: دعا البابا فرنسيس إلى “الاحترام الفوري” لاتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن أمله في أن يسهم ذلك في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
الوضع الميداني:
على الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار، شهدت الساعات الأولى بعض التوترات. أفادت تقارير بوقوع غارات إسرائيلية صباح اليوم أسفرت عن سقوط ضحايا، وذلك قبل التأكيد الرسمي على بدء الهدنة. من جانبها، جددت حركة حماس التزامها الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق، داعية المجتمع الدولي إلى مراقبة تطبيقه وضمان عدم حدوث خروقات.
تحديات ما بعد الهدنة:
مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تبرز تحديات عدة أمام سكان غزة، أبرزها إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتوفير الاحتياجات الأساسية من ماء وكهرباء وخدمات صحية. كما أن هناك حاجة ماسة لدعم نفسي واجتماعي للسكان، خاصة الأطفال الذين عانوا من ويلات الصراع.
في الختام، يأمل الجميع أن يكون هذا الاتفاق خطوة نحو تحقيق سلام دائم وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويضع حداً لمعاناته المستمرة.