دراسة تكشف أن سوء معاملة الأطفال يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

د. إيمان بشير ابوكبدة

من المعروف أن تجارب الإنسان في مرحلة الطفولة تلعب دوراً محورياً في تشكيل صحته الجسدية والعقلية. وقد أدرك الخبراء في مختلف أنحاء العالم العواقب النفسية المترتبة على الإهمال وإساءة معاملة الأطفال، إلا أن بحثاً حديثاً يسلط الضوء على وجود صلة مدهشة بين مثل هذه التجارب وظهور أمراض المناعة الذاتية في مرحلة البلوغ.

ونشر باحثون من جامعة برمنجهام الدراسة التي تستكشف العلاقة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة وأمراض المناعة الذاتية، وتكشف كيف يمكن للصدمات خلال السنوات الأولى أن يكون لها عواقب طويلة الأمد على الجهاز المناعي.

الصدمات في مرحلة الطفولة المبكرة وتأثيرها على الجهاز المناعي

وفقا للدراسة،إساءة معاملة الأطفال والآن أصبح من الممكن أن ندرك أن الإهمال من العوامل المساهمة بشكل كبير في الاضطرابات الالتهابية التي يسببها الجهاز المناعي (IMIDs). وتشمل الاضطرابات الالتهابية التي يسببها الجهاز المناعي الصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتي تنتج عن خلل في وظائف الجهاز المناعي ومهاجمة أنسجة الجسم.

وفقًا للدراسة، فإن الأفراد الذين عانوا من طفولة مسيئة أو مهملة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية في وقت لاحق من حياتهم. ويؤكد هذا الارتباط على كيفية ارتباط الصحة العقلية والصحة البدنية بعدة طرق. تؤدي الصدمة المبكرة إلى تعطيل الجهاز المناعي، مما يجعله أكثر عرضة للأخطاء التي تؤدي إلى الأمراض الالتهابية ووجدت الدراسة أيضًا أن النساء يتأثرن بهذه الحالات بشكل غير متناسب، مما يشير إلى الحاجة إلى إجراء أبحاث وتدخلات خاصة بالجنسين.

الصدفية

الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تؤدي إلى الألم والحكة وظهور بقع متقشرة وتغير لون الجلد عند التئام الجروح. ويرجع ذلك إلى أن خلايا الجلد تميل إلى التكاثر بسرعة كبيرة، ولا يمكنها التخلص من الخلايا بنفس السرعة. ويحدث ذلك غالبًا على الركبتين أو المرفقين أو فروة الرأس أو الأعضاء التناسلية أو راحة اليد أو القدمين أو الجذع.

التهاب المفصل الروماتويدي

مرض مناعي ذاتي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي بطانة المفاصل عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التورم والتصلب وفي النهاية تلف المفاصل. تشير الدراسة إلى أن الصدمات التي يتعرض لها الأطفال قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض المنهك.

التأثيرات الصحية

تؤكد هذه الدراسة على الحاجة الملحة إلى اتباع نهج أكثر شمولاً في تقديم الرعاية الصحية للأفراد الذين تعرضوا لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة. ويمكن أن يساعد دعم الصحة العقلية، إلى جانب المراقبة الاستباقية للأمراض الجسدية، في التخفيف من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. وقد يمنع التدخل المبكر والفحوصات الروتينية لأولئك الذين تعرضوا لتجارب صادمة في مرحلة الطفولة أو يؤخر ظهور هذه الحالات.

ويؤكد الباحثون أن إساءة معاملة الأطفال يجب أن تكون من الاعتبارات الرئيسية في التخطيط للرعاية الصحية. ومن خلال تحديد الأفراد الأكثر عرضة للخطر، يمكن للمهنيين الطبيين تقديم علاجات وأنظمة دعم أكثر استهدافًا لتحسين النتائج.

دراسة تكشف أن سوء معاملة الأطفال يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية
Comments (0)
Add Comment