منظمة الصحة العالمية مع اليونيسيف والبنك الدولي يتعاونون لتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية لـ 8 ملايين شخص في السودان

د. إيمان بشير ابوكبدة

تتعاون منظمة الصحة العالمية مع اليونيسيف والبنك الدولي في مبادرة بقيمة 82 مليون دولار أمريكي لتوفير الرعاية الصحية الأساسية وعلاج سوء التغذية وإعادة بناء النظام الصحي في السودان لـ 8 ملايين شخص معرضين للخطر.

لقد تصدرت السودان عناوين الأخبار باستمرار بسبب الصراعات المستمرة وتفشي الأمراض وحالات الطوارئ المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وقد أدت الاشتباكات العنيفة الأخيرة إلى نزوح أكثر من 11.5 مليون الناس، بما في ذلك اللاجئون وطالبو اللجوء والنازحين داخليًا، مما يجعلهم عرضة للحصول على رعاية صحية دون المستوى.

ومع ذلك، يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للسودان حيث توحد البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف جهودهما لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية لأكثر من 8 ملايين فرد معرض للخطر في تطور حديث. وتخطط المنظمات الثلاث لبدء العديد من المبادرات بميزانية إجمالية تبلغ 82 مليون دولار أمريكي بموجب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. المساعدات الصحية والاستجابة لحالات الطوارئ في السودان.

أزمة الرعاية الصحية في السودان

أدت الحرب الأهلية التي اندلعت العام الماضي إلى فوضى عارمة في البلاد، مما أدى إلى تدمير مدن مثل الخرطوم وشل نظام الرعاية الصحية في البلاد. واضطرت المستشفيات والمرافق الطبية، التي تعاني بالفعل من نقص في الإمكانيات، إلى الإغلاق، مما ترك السكان بلا قدرة كبيرة على الوصول إلى الرعاية الصحية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع مرافق الرعاية الصحية أصبحت خارج الخدمة تمامًا بسبب الصراع المطول ونقص الموارد.

إن الفئات الأكثر ضعفاً والتي عانت أكثر من غيرها بسبب الصراع ونقص الرعاية الصحية هي النساء والأطفال. لقد حرمت الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها والمعدات النساء والأطفال من الحصول على أي نوع من الرعاية المنقذة للحياة، وكانت النساء الحوامل الأكثر تضرراً. لا يحصل ثلثا السكان على الرعاية الصحية الأساسية في حين تكافح البلاد باستمرار تفشي الكوليرا والملاريا والحصبة. كما تأثرت عمليات توزيع اللقاحات وحملات التحصين بسبب التحديات الأمنية مما جعل الفئات الضعيفة عُرضة لجميع أنواع الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

مشروع SHARE: شريان الحياة للسودان

تتمثل فكرة مشروع SHARE في تزويد السودان بنظام رعاية صحية يمكن الاعتماد عليه في أوقات الأزمات. ويهدف المشروع إلى استعادة خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وخاصة في مجال رعاية الأم والطفل، وتقديم الدعم للمجتمعات النازحة.

وفي بيان له، قال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت: “في السودان، أصبحت الأنظمة التي توفر للأطفال والأسر المعرضة للخطر الخدمات الاجتماعية الأساسية على وشك الانهيار. ومن خلال العمل جنبًا إلى جنب، يمكننا الاستثمار في إعادة بنائها وتوفير خدمات الرعاية الصحية والتغذية المنقذة للحياة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها وسط الصراع المستمر”.

الأهداف الرئيسية

تهدف الجهود المشتركة لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والبنك الدولي إلى إنشاء نظام رعاية صحية قوي في السودان قادر على تلبية احتياجات أكثر من ثمانية ملايين شخص. وفيما يلي الأهداف الأساسية:

التركيز على تعزيز الرعاية الصحية للأم والطفل.

ضمان الوصول إلى الأدوية المنقذة للحياة للفئات السكانية المعرضة للخطر.

معالجة مشكلة سوء التغذية وتوفير العلاج اللازم.

تعزيز حملات التحصين والتركيز على الوصول إلى الأسر والأطفال.

تدريب مقدمي الرعاية الصحية لضمان استمرارية الرعاية حتى في أوقات الأزمات.

الاستفادة من منصات المجتمع للوصول إلى السكان الأكثر عزلة وتهميشا.

منارة أمل وسط التحديات

ونظراً للمشهد السياسي والاجتماعي الحالي في السودان، فإن الطريق إلى إعادة بناء نظام الرعاية الصحية بأكمله لن يكون خالياً من العقبات، ولكن هذا التعاون بين منظمة الصحة العالمية مع اليونيسف والبنك الدولي هو منارة أمل لملايين الأشخاص.

منظمة الصحة العالمية مع اليونيسيف والبنك الدولي يتعاونون لتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية لـ 8 ملايين شخص في السودان
Comments (0)
Add Comment