بقلم الباحث د / ربيع الديب
الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة – باحث علوم إجتماعية وتربوية
قال تعالي : { فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) } البقرة
الاعصار لغة : دوامة في الهواء تتجه إلي أعلي ، أو ريح شديده تثير الغبار ،
-أو الريح الشديده التي تهب من الأرض إلي السماء كالعمود وترتفع بالتراب أو بمياه البحر ، وهي التي يقال لها الزوبعه
التفسير : ريح شديده فيها نار محرقة ، وقال الحسن ريح فيها برد شديد ، قال الجوهري : الزوبعه رئيس من رؤساء الجن ، ومنه سمي الإعصار زوبعه ، وقيل الإعصار : ريح تثير سحابا ذا رعد وبرق ، المهدوي قال : قيل لها إعصار لأنها تلتف كالثوب إذا عصر ، وقيل إنما قيل للريح إعصار : لانه يعصر السحاب والسحاب معصرات ، قال ابن زيد : الإعصار ريح عاصف وسموم شديده ، وكذلك قال السدي : الإعصار الريح والنار السموم ، قول ابن عباس : ريح فيها سموم شديده ، قال ابن عطيه : ويكون ذلك في شده الحر وفي شده البرد وكل ذلك من فيح جهنم ونفسها ؛ الفيح : سطوح الحر وفورانه / تفسير القرطبي
إعصار النار : أو عاصفة نارية ( fire storm ) ويترافق مع هذه العواصف الرعدية الأمطار والرياح الشديدة وقد يتوافق مع قوة العاصفة إطلاق نار تشتد بسبب قوه الرياح ، يقول العلماء إنه من أخطر أنواع الأعاصير ؛ لأن قوته التدميرية عاليةٌ جدًا ويحرق كل شيء يصادفه في طريقه ، وفي الأعوام الاخيره رأي العالم إعصار من نوع غريب ( إعصار النار ) يضرب غابات البرازيل ، ولكن لم يكن ملفتا للإنتباه كثيرا حتي جاء إعصار استراليا عام 2012 ليحرق إحدي الغابات ويسبب خسائر بملايين الدولارات ونفوق عدد كبير من الحيوانات ، وبعد أن تم تصويره وتحليله ودراسته من قبل العلماء ثبت مدي قوة الإعصار الحارقة والمدمرة بعد أن إلتهم مساحات كبيرة من الأشجار خلال زمن قصير جدا
كما أن العالم يشاهد إعصار النار الذي يجتاح أمريكا في هذه الأيام وهذه الساعات كمثال بسيط وسريع وحي من قوة وقدرة الله سبحانه وتعالي التي لا حدود للعقل البشري أن يتصور أو يتخيل جزء منها سبحانه وتعالي سلطانه وحكمه نافذ في كل شئ وقادر علي كل شئ والتي تتجلي واضحة في هذا الاعصار الذي يضرب ويدمر عدد من الولايات الامريكية وخسائره تخطت مليارات الدولارات في ولايات مثل لوس انجلوس وكاليفورنيا وما زال يدمر وينتقل من ولايه لأخري مخلفا آثار تدميريه كبيرة جدا وعمليات نزوح ضخمه من السكان هربا وخوفا من الاعصار والحرائق وفشلت كل الامكانيات وفشل رجال الإطفاء في إخماد النيران والسيطرة عليها ، وهذا أبسط مثال علي قدرة الله ومصداقا لقوله تعالي
{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) البروج
الدلالة العلمية ووجه الإعجاز العلمي : ومع أن مثل هذه الأعاصير نادرة الحدوث ، ولا يكاد يعرف العلماء عنها إلا القليل
فإن القرآن تحدث عنها قبل أكثر من 1400 عام ، وأخبرنا القرآن بهذا النوع من الأعاصير قبل أن يعرفه ويتوصل إليه العلماء ، وهذا من إعجاز القرآن والبلاغة والدقة في الآية الكريمة ، وهذا الوصف المعجز الدقيق والبليغ الذي يتوافق تماما مع العلم الحديث .
-قال تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم
( أَیَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِیلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاۤءُ فَأَصَابَهَاۤ إِعۡصَارٌ فِیهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَت كَذَٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْآيَـٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) صدق الله العظيم . البقرة : ٢٦٦
والله تعالي أعلي وأعلم .