د. إيمان بشير أبوكبدة
استقال المستشار الخاص الأمريكي جاك سميث، الذي قاد القضايا الفيدرالية ضد دونالد ترامب بتهمة محاولة إلغاء هزيمته في انتخابات عام 2020 وسوء التعامل مع وثائق سرية، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الجمهوري المنتخب للعودة إلى البيت الأبيض.
واستقال سميث يوم الجمعة من وزارة العدل، وفقا لملف قدم إلى المحكمة يوم السبت إلى قاضية المقاطعة الأمريكية إيلين كانون، طالبا منها رفع أمر المحكمة الذي أصدرته بمنع إصدار تقريره النهائي.
وجاءت إقالة سميث في حاشية للعملية، أشارت إلى أن الشخص المسؤول عن التحقيقات الفيدرالية ضد الجمهوري دونالد ترامب قد أكمل عمله، وقدم تقريره النهائي السري في 7 يناير وتم “فصله” عن وزارة العدل في ذلك الوقت 10 يناير.
وبعد فوز ترامب في انتخابات نوفمبر، أسقط سميث القضيتين، معتمدا على قاعدة وزارة العدل ضد محاكمة الرؤساء الحاليين. لكنه سلط الضوء على أن عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض هي وحدها التي جعلت هذه العمليات غير ممكنة.
ومع ذلك، كانت إقالة سميث متوقعة، إذ أكد ترامب، الذي كثيرا ما وصفه بأنه “مجنون”، أنه سيقيله فور توليه منصبه كرئيس للدولة، في 20 يناير. حتى أن رجل الأعمال أشار إلى أنه قد ينتقم من سميث والآخرين الذين حققوا معه بمجرد عودته إلى السلطة.
في عام 2023، أصبح ترامب أول رئيس أو رئيس سابق للولايات المتحدة يواجه اتهامات جنائية. في البداية، اتهمته ولاية نيويورك بمحاولة التستر على دفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
ثم تبعتها الدعاوى القضائية التي رفعها سميث، الذي اتهم ترامب بالاحتفاظ بشكل غير قانوني بوثائق سرية في قصره في مارالاغو بولاية فلوريدا، بعد ترك الرئاسة، وكذلك بمحاولة تقويض هزيمته في عام 2020، والتي أدت إلى انتخابات يناير/كانون الثاني. هجوم 6 أكتوبر 2021 على مبنى الكابيتول. كما اتهم المدعون في جورجيا الجمهوري بجهوده لعكس هزيمته الانتخابية في تلك الولاية.
ترامب سيدخل البيت الأبيض كأول رئيس تتم إدانته جنائيا، بعد أن أدانه الحكم الذي أصدره القاضي ميرشان، والذي صدر أمس في جلسة استماع في نيويورك، وإن كان بـ”الإفراج غير المشروط”، وهو ما لا تحمل عقوبة السجن أو الغرامة ولا تحت المراقبة.
وفي أبريل 2024، أُدين ترامب بإجمالي 34 تهمة، عندما لم يكن بعد مرشحًا مؤكدًا للبيت الأبيض.
وحمل القاضي الزعيم الجمهوري مسؤولية تزوير وثائق، لإخفاء دفع مبلغ 130 ألف دولار (126 ألف يورو بأسعار الصرف الحالية) لستورمي دانييلز، حتى لا تتحدث عن علاقة مزعومة خارج نطاق الزواج بين الاثنين حدثت قبل عقد من الزمان.
ومع ذلك، فإن الإدانة تعني أن ترامب سيكون له سجل إجرامي في سجله.