د. حمدان محمد
على مر العقود، لعبت إذاعة القرآن الكريم في مصر دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمع الديني والثقافي. ومن بين الشخصيات البارزة التي أثرت في هذا السياق
المستشار/ أحمد المسلماني،
الذي استطاع بمزيج من الفكر العميق والأسلوب البسيط أن يقدم رؤية متجددة لمفاهيم الدين والثقافة فإذاعة القرآن الكريم: منبر أصيل للوعي الإسلامي فقد تأسست إذاعة القرآن الكريم في مصر عام 1964، لتكون أول محطة إذاعية في العالم متخصصة في بث القرآن الكريم. وقدمت الإذاعة نموذجًا فريدًا يجمع بين تلاوات القرآن الكريم وبرامج دينية وتثقيفية متوازنة تساهم في نشر الفكر الإسلامي الوسطي. بفضل هذه البرامج، أصبحت الإذاعة جزءًا لا يتجزأ من حياة المصريين، حيث يتردد صداها في المنازل، المواصلات، وحتى في الأسواق
فالمسلماني: صوت الفكر والإصلاح
اشتهر أحمد المسلماني برؤيته الثقافية المتوازنة التي تربط بين الأصالة والمعاصرة. من خلال برامجه ومقالاته، سلط الضوء على قضايا تجديد الخطاب الديني، وتعزيز قيم التسامح، والاعتدال. ورغم أنه لم يكن مذيعًا دائمًا في إذاعة القرآن الكريم، إلا أن فكره يتقاطع مع رسالتها في نشر قيم الإسلام الحقيقية بعيدًا عن الغلو أو التشدد.
وتُظهر مقالات المسلماني وتحليلاته حرصه على تقديم الإسلام كمنظومة قيم إنسانية شاملة، قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة. ويبرز دوره في التأكيد على أن وسائل الإعلام، مثل إذاعة القرآن الكريم، ليست مجرد قنوات لبث المحتوى، بل أدوات لصياغة وعي مجتمعي يسهم في بناء أمة قوية ومتماسكة.
حيث جعل المسلماني التكامل بين الفكر والإعلام
يشكل التعاون بين شخصيات ثقافية مؤثرة مثل المسلماني ومنابر إعلامية رائدة كإذاعة القرآن الكريم نموذجًا مثاليًا لتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وتجديده بما يتماشى مع تطورات العصر. فالإعلام والفكر يشكلان معًا قوة ناعمة تسهم في بناء المجتمع وتنمية قيمه الروحية والثقافية.
وختامًا، تبقى إذاعة القرآن الكريم رمزًا للإعلام الديني الملتزم الذي يجمع بين العبادة والتثقيف، وتظل شخصيات مثل أحمد المسلماني شاهدًا على أهمية الفكر المستنير في خدمة قضايا الدين والمجتمع.