كتبت عائشه عبد السلام
العطاء هو فطرة طبيعية لدى المرأة، ويعد من مصادر سعادتها. ومع ذلك، قد تقع بعض النساء، خاصة في بداية حياتهن الزوجية، في فخ المبالغة في تقديم العطاء، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والندم، حيث تجد نفسها الطرف الوحيد المعطاء. تزداد هذه المشاعر عندما تشعر بأنها لم تحصل على ما تستحقه من اهتمام وتقدير من شريك حياتها، مما يخلق حالة من التوتر والعزلة النفسية التي قد تؤثر على علاقتها بزوجها.
الحل يكمن في تحقيق التوازن بين العطاء والأخذ في العلاقة الزوجية، فلا يجب أن يكون العطاء ناتجًا عن رغبة في الحصول على مقابل مماثل وبنفس الطريقة. إذا كانت نيتك تقديم الاهتمام فقط لأنك تتوقعين المعاملة بالمثل، فقد تكونين ترتكبين خطأ قد يؤثر على العلاقة بشكل كبير.
كما توضح الدكتورة هالة حماد، استشارية الطب النفسي، فإن المرأة التي تتجاهل احتياجاتها الشخصية وتفرط في العطاء دون التعبير عن توقعاتها، هي امرأة معرضة للمعاناة. فتقديم التضحيات دون أن تفتح بابًا للتواصل مع الشريك حول ما تحتاجه قد يؤدي إلى شعورها بالتجاهل والخذلان.
تكمن المشكلة في أن احتياجات كل امرأة تختلف عن الأخرى، وأن الرجل لا يستطيع أن يتوقع كل ما يدور في ذهن زوجته. لذلك، من المهم أن تكون المرأة واضحة منذ البداية بشأن احتياجاتها، سواء كانت مادية أو عاطفية، وأن لا تنتظر أن يأتي الاهتمام والتقدير بشكل تلقائي. كما أن العلاقة الناجحة هي التي تعتمد على التفاهم المتبادل والعطاء والتقدير المتوازن بين الطرفين.
في النهاية، إذا كان العطاء في العلاقة غير متوازن، فإن التوقعات غير المعلنة قد تؤدي إلى مشاعر الغضب والإحباط. لذا، من الضروري أن تكون هناك صراحة وانفتاح في الحوار لتحقيق التوازن والاحترام بين الزوجين.