حول الإحتفال برأس السنة الميلادية  للكاتب/نورالدين الصالحي من تونس

متابعة عبدالله القطاري من تونس

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر لا خشية أن ينعتني البعض بالجهل بأحكام الدين ، فأنا كذلك وأقولها بصوت عال ، ولكن خوفا أن ينعتني البعض بالكفر …

لست مؤهلا لأحرم أو أحلل الإحتفال المذكور ، فكل علماء عصرنا حرموه ونعتوه بالبدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار واعتمادا كذلك على أن رسولنا الكريم نهانا عن تقليد اليهود والنصارى …

وبما أن ديننا هو دين عقل ، أردت أن أتساءل فقط لأقتنع :
لماذا كل رجال الدين تقريبا يضعون كل المحتفلين برأس السنة الميلادية في نفس الكيس ؟

فهناك من يحتفل باحتساء المشروبات الكحولة . وهناك من يحتفل بالاختلاط بالمحارم والعبث بأعراض الناس ، وهو محرم في كل الأوقات وفي كل الأديان وعلى مدار السنة .

وهناك من يحتفل مع زوجته وأطفاله في منزل والديه ، يأكلون ما لذ وطاب مما أحل الله ويذكرون أنه في مثل هذا اليوم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ولد نبي الله عيسى بن مريم الذي أنزله على المسيحيين الذين حرفوا كتاب الله …

هل تظن أن يعاقب الله المحتفل بالطريقة الأخيرة ؟
هل تظن أن يسأل الله العبد المسلم لماذا أكلت الدجاج المصلي والحلويات وشربت الشاي الأخضر في ذكرى ميلاد نبي الله عيسى بن مريم ؟

سمعت إماما يقول من احتفل مع اليهود فهو منهم .
يعني المؤمن الذي يقوم بفرائضه ويحسن معاملة غيره ولا يظلم أحدا ، وبمجرد أن يحتفل بميلاد سيدنا عيسى بن مريم يصبح كافرا ؟

هناك من يقول ، لماذا المسيحيون لا يحتفول برأس السنة الهجرية مثلنا ؟
الإجابة بسيطة جدا . لأن الضعيف دائما يقتدي بالقوي كما قال ابن خلدون . فحين نتفوق عليهم علميا وتكنولوجيا سيقلدوننا في كل شيء وبلا شك …

وأخيرا أحب أن أفهم :
نركب قوارب الموت لتطأ أقدامنا أوطانهم للعيش فيها ، أبناؤنا يدرسون في جامعاتهم ، نتداوى بأدويتهم ، ونركب وسائل نقل صنعوها هم ، ونتكلم بهواتف جوالة من صنعهم ، ونلبس بقايا أثرابهم ، ونعشق فرقهم الرياضية حتى النخاع … و… و…
هل هذا حلال طيب أم حرام كالاحتفال برأس السنة الميلادية ، أم حرام مسكوت عنه ؟

يبدو أن هناك قضايا مصيرية ، أخلاقية ودينية حارقة أهم بكثير من موضوع الإحتفال الذي نخوض فيه كل رأس سنة ميلادية أو في المولد النبوي الشريف بلا تحقيق أي نتيجة تذكر …

الاحتفال / رأس السنة
Comments (0)
Add Comment