د.مروة الجندي
فن التكفيت أو النقش على النحاس هو من أبرز الفنون الشرقية، ويعود لقبل ألف عام تقريباً، وإبان الحكم المملوكي للقاهرة، اعتاد سكان مصر على امتلاك أوانٍ وتحف مزخرفة مصنوعة بمزج مادتي النحاس والفضة، وازدهرت هذه الصناعة، وظلت تتوارثها الأجيال، وعرفها المصريون باسم «التكفيت».
وهو حرفة تعتبر جزءًا من الفن الإسلامى الذى يُعد من أروع الفنون التى عرفتها البشرية على الإطلاق، وهى ابتكار مصري أصيل، وفن من فنون زخرفة المعادن اليدوية ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى، فجميع مراحل صناعة التحف النحاسية يدوياً باستخدام بعض الآلات البسيطة والتى تعتبر بدائية أيضاً لكن لها تأثير كبير لا تقدر التكنولوجيا على تقليدها.
فن التكفيت على النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، والذى يتطلب جهدًا كبيرًا لإنتاج قطعة واحدة «مكفتة» ذات جودة عالية، حيث يستغرق عمل المبخرة المملوكى على سبيل المثال أكثر من شهر كامل ما بين قص النحاس والرسم والتكفيت أو التطعيم بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة، فتخل ألواح نحاسية صماء لتخرج بعد إلى تحفة فنية تزيد قيمتها بمرور الزمن، وتتطلب مهنة التكفيت على النحاس شروطاً قاسية فيمن يريد إتقانها، فبالإضافة إلى كونه يجب أن يكون فناناً حقيقياً ولديه موهبة فذة فى فن الرسم إلا أنها تستلزم شرطًا آخر وهى الصبر، فمهنة التكفيت على النحاس هى مهنة الصابرين فمن الممكن أن تستغرق بعض القطع الفنية شهوراً وأياماً وربما سنوات حتى يتم صنعها وبيعها لمن يقدر قيمة الفنون التى نحتت عليها، فيمتاز فن التكفيت على النحاس بوجود الزخارف الإسلامية البالغة الروعة، بالإضافة إلى دقة هندسية فى الرسومات فانحراف أى نقش عن مساره الهندسى يهدر من قيمة القطعة الفنية وبخاصة المتعلقة بالرسومات التى يتم استلهامها من التراث الإسلامى أو التراث الفرعونى.