تقرير م / رمضان بهيج
احتلال بشكل جديد دون الحروب التقليدية منها طمس التاريخ عن طريق وضع معلومات مغلوطة وعن طريق التكنولوجيا الحديثة هى حرب خفية في عصر المعلومات
الاحتلال الجديد: سمة العصر
قضية بالغة الأهمية وهي تغير طبيعة الاحتلال في العصر الحديث لقد تحولت أشكال الاحتلال عبر التاريخ، فبعد الحروب التقليدية، ظهرت أشكال جديدة أكثر تعقيدًا وخلطًا. يتميز الاحتلال الجديد بعدة سمات:
السيطرة الناعمة: بدلًا من القوة العسكرية المباشرة، يتم استخدام أدوات أخرى مثل الاقتصاد، الإعلام، الثقافة، والتكنولوجيا للتأثير على الشعوب وتوجيه سلوكها.
الحرب الهجينة: تجمع بين الأساليب العسكرية التقليدية والحديثة، مع استخدام أدوات غير تقليدية مثل القرصنة الإلكترونية والحروب الإعلامية.
تغيير الهوية: يتم محاولة تغيير هوية الشعوب وتراثها الثقافي، وذلك عن طريق فرض قيم وعادات جديدة، وتشويه التاريخ وطمس التاريخ .
يعتبر طمس التاريخ أحد أهم أدوات الاحتلال الجديد. يتم ذلك بعدة طرق:
تزييف الحقائق: يتم نشر معلومات مغلوطة عن التاريخ، بهدف تبرير الأفعال الاستعمارية وتشويه صورة الشعوب المستهدفة ؛ عن طريق افلام كاذبة منها الافلام الكرتونية للاطفال لتثبيت فى عقولهم أنة هذا هو التاريخ والعاب إلكترونية للشباب لطمس هويتهم و تزييف الحقائق التاريخية وخاصة تلك المتعلقة بالفتوحات والاستعمار، هو أمر يمارس منذ قرون بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإيديولوجية. استخدام الأفلام الكرتونية والألعاب الإلكترونية كأدوات للتأثير على أذهان الأطفال والشباب يمثل تطوراً خطيراً لهذه الظاهرة، وذلك للأسباب التالية:
تثبيت روايات أحادية الجانب: يتم تقديم التاريخ من منظور ضيق، يركز على انتصارات القوى الاستعمارية وتجاهل معاناة الشعوب المستعمرة. هذا يؤدي إلى تشويه صورة الشعوب المستهدفة وتبرير أعمال العنف والظلم التي تعرضت لها.
تشكيل وعي جيل جديد: الأطفال والشباب هم أكثر الفئات عرضة للتأثر بالرسائل الإعلامية، خاصة تلك التي تقدم في قالب ترفيهي. وبالتالي، فإن تكرار هذه الروايات الكاذبة يساهم في تشكيل وعي جيل جديد يقبل هذه الروايات كحقائق ثابتة.
تآكل الهوية الوطنية: هذه الأشكال من التزييف تساهم في تآكل الهوية الوطنية للشعوب المستهدفة، وذلك من خلال التقليل من شأن إنجازاتهم وتاريخهم، وتعزيز الشعور بالنقص والاعتماد على الآخرين.
أمثلة على تزييف الحقائق التاريخية في السينما والألعاب:
الأفلام الكرتونية: العديد من الأفلام الكرتونية الغربية تقدم صورة نمطية عن الشعوب الشرقية، وخاصة العربية والإسلامية، تصورهم على أنهم كسالى أو متوحشون.
الألعاب الإلكترونية: تروج بعض الألعاب الإلكترونية لأفكار عنصرية واستعمارية، وتقدم صوراً مشوهة عن الحروب والصراعات التاريخية ؛ وتبرير الاحتلال والعنصرية الفكرية.
مواجهة هذه الظاهرة:-
التعليم النقدي: يجب التركيز على تعليم النقد والتدقيق في المعلومات، وتشجيع الشباب على البحث عن مصادر مختلفة للمعلومات.
إنتاج محتوى بديل: ضرورة إنتاج محتوى بديل يعكس الحقيقة التاريخية بشكل موضوعي، ويقدم صورة صحيحة عن الشعوب والثقافات المختلفة.
التعاون الدولي: يجب أن يكون هناك تعاون دولي لمكافحة التزييف التاريخي، وتشجيع الحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة ؛ لمنع تزييف الحقائق التاريخية التى تشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والتفاهم بين الشعوب. يجب علينا جميعًا أن نعمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة، وحماية الحقيقة التاريخية للأجيال القادمة.
و إعادة كتابة كتب التاريخ المدرسية والوثائق التاريخية، لتقديمها للطلاب بشكل واضح وأسلوب جديد وغير تقليدى .
التحكم في وسائل الإعلام: يتم التحكم في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، لمنع نشر أي معلومات تتعارض مع الرواية الرسمية ؛ وعدم ترك تلك الوسائل الإعلامية المغلوطة فى الانتشار .
لأن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا حاسمًا في هذا النوع من الاحتلال، حيث توفر أدوات جديدة للسيطرة والتلاعب منها
الذكاء الاصطناعي: يمكن استخدامه لإنشاء محتوى مزيف ونشر الأخبار الكاذبة.
البيانات الضخمة: يتم جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية، بهدف استهداف الأفراد بشكل أكثر دقة.
لمواجهة هذا النوع من الاحتلال، يجب علينا:
التثقيف: نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية والتاريخ.
ولنا أمثلة كثيرة فى بلاد تم طمس هويتها ولغتها العربية .
التحقق من المعلومات: التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها أو مشاركتها حتى لا نساهم بدون قصد فى نشرها وتكون وبال علينا ؛ لوجود من يثق بنا يجب أن ننتبه جيدا لذلك حتى لانؤذى الآخرين ؛ ويجب التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها أو مشاركتها هو سلوك مسؤول وضروري في عصرنا الحالي، حيث تتدفق المعلومات علينا من مصادر متنوعة و بسرعة كبيرة ؛ ونشر معلومات خاطئة قد يؤدي إلى تشويه سمعتنا وعدم مصداقيتنا.
يجب مكافحة المعلومات المضللة والحد من انتشار الأخبار الزائفة والشائعات ؛ وبناء مجتمع معلوماتي سليم: يساهم نشر المعلومات الصحيحة في بناء مجتمع أكثر وعياً وتسامحاً ؛ ودعم وسائل الإعلام المستقلة التي تقدم معلومات موثوقة ومحايدة.
الاحتلال الجديد يمثل تحديًا كبيرًا للإنسانية، لكننا قادرون على مواجهته إذا عملنا معًا. يجب علينا أن نكون حذرين من محاولات طمس تاريخنا، وأن نعمل على الحفاظ على هويتنا وثقافتنا.