متابعة عبدالله القطاري من تونس
مغارة الخفافيش تابودة..
يعتبر البعض أن الخفافيش كائنات مخيفة فيما نراه نحن كسكان منطقة الهوارية أنها حيوانات صديقة للبيئة ورائعة ،وقد أشار تقرير” سوبر كوريوسو الإسباني”أن الخفافيش تمثل 20% من أنواع الثدييات على كوكب الأرض بالنظر إلى وجود أكثر من 1100 نوع منها.
وتعد الخفافيش من الثدييات الوحيدة المتواجدة بجبل الهوارية القادرة على الطيران وتعتبر “سلاح الجو الليلي للفلاح الهواري ” .
وإعتبر القائد العسكري والخبير الزراعي القرطاجي ” ماڤون” في موسوعته( تحصلنا على ست فقرات منها) ،أن “طيور الليل” يعني الخفافيش تساعد أنواع منها في السيطرة على الآفات الزراعية من خلال التغذي من الحشرات”وإعتبرها في موسوعته ب”الفيلق العسكري الدفاعي الليلي ” لمواجهة العدو الليلي الحشرات ،وتقوم الخفافيش بتلقيح حوالي 500 نوع من النباتات.. كما اكتشف أنها تفرز سمادا غنيا بالنتروجين أطلق عليه إسم “ڤوانو guano” وإعتبرها من فصيلة الحيوانات النظيفةكالقطط وتقضي الكثير من الوقت في العناية بنفسها حيث تقوم بتنظيف فرائها وخاصة آذانها وأشار في موسوعته ” ماڤون” أن الخفافيش الفيلق العسكري الليلي للإمبراطورية القرطاجية قادر على إبتلاع آلاف الحشرات ليلا لمدة عيشها لعشرين سنة .
وإعتمدت قرطاج وفقا لما ورد بإحدى فقرات الموسوعة ،إحداث ” مستعمرات كبيرة” بمناجم مادة الطين الجبلية حيث تقوم بتدفئة بعضها البعض بشكل يساعدها على توفير الطاقة كما تحافظ على حرارة أجسامها بشكل فردي عن طريق لف اجنحتها حول جسمها .
تعتبر ” مغارة تابودة ” المصنفة منذ سنة 1993 كمحمية طبيعية “يمنع دخولها للعموم” ضمن تلك المستعمرات القرطاجية التي لعبها دورا بيئيا بيولوجيا في إزدهار الفلاحة بمنطقة أكيلاريا القرطاجية ” الهوارية” كمبيد طبيعي للقضاء على الحشرات عوض المواد الكيميائية الضارة للإنسان التي يستغلها الفلاح العصري .