بقلم/ رمضان بهيج
تُعد مسألة أصل العرب من القضايا المحورية لفهم التاريخ العربي والحضارة العربية. فهي تسلط الضوء على العوامل التي شكلت شخصية العرب وتراثهم الثقافي، كما تساعدنا على فهم التنوع اللغوي والثقافي في العالم العربي.
من هم العرب؟ وما هو أصلهم؟ وهل هم أمة واحدة أم أقوام متفرقة؟ هذه الأسئلة طالما شغلت المؤرخين والنسابين على مر العصور. اتفق المؤرخون على أن العرب ينتمون إلى الشعوب السامية التي يعود نسبها إلى سام بن نوح عليه السلام، لكنهم اختلفوا في تفاصيل التقسيمات والنسب.
أصل العرب يعود إلى شبه الجزيرة العربية، موطنهم الأصلي. وينقسم العرب تقليديًا إلى قسمين رئيسيين:
1. العرب العاربة (القحطانيون).
2. العرب المستعربة (العدنانيون).
وهناك “الأعراب” كفئة اجتماعية تمثل البدو الرحل.
العرب العاربة (القحطانيون):
• يُعتبرون العرب الأصليين، وينسبون إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
• استقروا في جنوب الجزيرة العربية (اليمن حاليًا)، وأسهموا في بناء حضارات عظيمة مثل سبأ وحضرموت ومعين.
• يُعرفون بتمسكهم بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، ومنهم تعلمت القبائل المستعربة اللغة العربية.
العرب المستعربة (العدنانيون):
• ينحدرون من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
• استقروا في شمال الجزيرة العربية، وخاصة في مكة.
• تعلموا اللغة العربية من القحطانيين عندما تزوج إسماعيل من قبيلة جرهم القحطانية.
• اشتهروا بالتجارة وبرز منهم قريش، القبيلة التي خرج منها النبي محمد ﷺ.
الأعراب:
• الأعراب ليسوا فئة عرقية منفصلة، بل هم البدو الذين يعيشون في الصحراء، سواء كانوا من العرب العاربة أو المستعربة.
• الأعراب عُرفوا بنمط حياتهم القائم على الترحال، وكانت لهم سمات ثقافية واجتماعية خاصة.
• ورد ذكرهم في القرآن الكريم كإشارة إلى حياة البداوة وتحدياتها.
اللغة العربية وأصل العرب:
• اللغة العربية تُعتبر من أقدم اللغات السامية، وتطورت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.
• كانت اللهجات متعددة بين القبائل، لكنها توحدت إلى حد كبير مع ظهور القرآن الكريم الذي نزل بلغة قريش.
إن أصل العرب ومسألة تقسيمهم بين العاربة والمستعربة يوضحان التنوع والتكامل في التاريخ العربي. لقد استطاع العرب عبر التاريخ أن يثروا العالم بحضاراتهم وثقافتهم. فهم ليسوا مجرد أمة عرقية، بل حالة حضارية متجددة.