م/ رمضان بهيج
اعداد مكتب جريدة القاهرية بالإسكندرية
كوم الدكة هي إحدى مناطق الإسكندرية التاريخية وتتبع حاليا حي وسط الإسكندرية، تعلو تلا يرتفع عن منسوب البحر نحو ثمانية إلى عشرة أمتار، في منطقة متوسطة بين المناطق السياحية الاثرية والمحال التجارية لوسط المدينة، وهو تل صناعي تكون من ردم المباني التي تهدمت وتراكمت فوق بعضها ويعتبر هذا الحي العتيق بؤرة المنطقة الأثرية في الإسكندرية ولا يزال إلي اليوم مليئا بالحفريات والآثار وربما يكون من بينها قبر الاسكندر الأكبر نفسه كما استعملت المنطقة كمقبرة في العصر اليوناني والروماني وعصر المماليك.
ترجع أهمية تلك المنطقة إلى احتوائها على عدد من الآثار القيمة التى ترجع إلى العصر البطلمى والرومانى والبيزنطى والإسلامي، بالإضافة إلى موقعها الفريد، فهى تمثل الحدود الجنوبية الغربية للحى الملكي، أهم وأعظم أحياء المدينة القديمة مع قربها الشديد من مركز المدينة، وهو تقاطع الشارع الطولى الرئيسى مع الشارع العرضى الرئيس
لماذا سميت كوم الدكة بهذا الاسم ؟
ويرجع اطلاق اسم كوم الدكة علي هذه المنطقة الي القرن التاسع عشر عندما مر عليها المؤرخ النويري السكندري وشاهد هذا التل الترابي المرتفع والذي يشبه (الدكة) والناتج عن أعمال حفر ترعة المحمودية في عصر محمد علي حيث تكون هذا التل الترابي من اكوام التراب المدكوك.
ومن أهم الشوارع التى تربيت فيها حارة الاعور وقد سكن والدى بها فى بداية حياته وتزوج هناك وكانت الأهالى من اجمل الناس عشرة وطيبة .
الفن كوم الدكة .
وقد تربى فنان الشعب سيد درويش بمنطقة كوم الدكة واجمل الكلمات و الألحان صنعت هناك .
فتوات كوم الدكة: تاريخ من الشجاعة والبطولة
كوم الدكة، هذا الحي العريق بالإسكندرية، يحمل في طياته تاريخاً حافلاً بالأحداث والشخصيات التي لا تنسى، ومن أبرز هذه الشخصيات هم الفتوات.
من هم الفتوات؟
الفتوات كانوا رجالاً يتمتعون بقوة بدنية وشجاعة كبيرة، كانوا يحظون باحترام وتقدير سكان الأحياء التي ينتمون إليها. كانوا يقومون بدور الحماية والحفاظ على الأمن في مجتمعهم، وكانوا يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن حل النزاعات وحماية الضعفاء.
فتوات كوم الدكة: سادة الشوارع
في كوم الدكة، وعلى مر العصور، برز العديد من الفتوات الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الحي. كانوا يعيشون حياة مليئة بالمغامرات والتحديات، وكانوا يواجهون أخطاراً جسيمة للدفاع عن شرفهم وكرامتهم.
دور الفتوات في المجتمع
كان للفتوات دور مهم في المجتمع، حيث كانوا يقومون بالعديد من المهام، منها:
كانوا يطوفون الشوارع ليلاً نهاراً للحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين ؛ و كانوا يتدخلون لحل النزاعات بين الأفراد والعائلات؛ و يقدمون المساعدة للمحتاجين والفقراء.و يتوسطون في الزيجات بين الشباب والشابات.
نهاية عصر الفتوات
مع تطور المجتمع وتغير الظروف، بدأ دور الفتوات يتلاشى تدريجياً. فقد ظهرت مؤسسات الدولة التي تولت مهام حفظ الأمن وحل النزاعات، كما انتشرت الثقافة الحديثة التي غيّرت من قيم المجتمع.