م/ رمضان بهيج
اعداد مكتب جريدة القاهرة بالإسكندرية
سيد درويش، ليس مجرد اسم، بل هو أيقونة فنية تجاوزت حدود الزمان والمكان. هذا الفنان العبقري، الذي يُلقب بـ”فنان الشعب”، استطاع أن يخلق موسيقى تعبر عن هموم وآمال المصريين، وترسخ في وجدان الأمة العربية.
“كان سيد درويش عبقريًا استطاع أن يصل إلى قلوب الشعب بأغانيه التي كانت تشجع العمال والفلاحين والصيادين، فكانت ألحانه تحفزهم و تدفعهم إلى العمل بكل حماس .
“كان صوت الشعب، فقد عبر بأغانيه عن أحلام وآمال المصريين، وما زالت ألحانه تلهمنا حتى الآن بعبقريته الفذة، استطاع سيد درويش أن يخلق أغاني خالدة تجسد معاناة وآمال الشعب، وما زالت هذه الألحان ترددها الأجيال جيلاً بعد جيل.”وما زالت هذه الأغاني محفورة في ذاكرتنا حتى اليوم.
استمر تأثير سيد درويش على الأجيال اللاحقة من الفنانين والموسيقيين، حيث أصبحوا يعتبرونه قدوة وملهماً.
ولد السيد بن درويش البحر يوم ١٧ مارس ١٨٩٢ م فى حى كوم الدكة بمدينة الإسكندرية فى أسرة بسيطة ورغم ظروفة الصعبة تعلم القراءة والكتابة في الكُتاب، وحفظ بعض سور القرآن الكريم.
إلا أن موهبته الفنية بدأت تتألق في سن مبكرة. بدأ يغني في المقاهي والأحياء الشعبية، وسرعان ما لفت أنظار الجميع بصوته القوي وألحانه ، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905
بدأ سيد درويش مشواره الفني بالغناء في المقاهي، ثم انضم إلى فرقة أمين عطا الله وسافر إلى الشام.
عاد سيد درويش إلى مصر محققاً نجاحاً كبيراً، وأسس فرقته الخاصة. قدم العديد من الأوبريتات والأغاني التي نالت إعجاب الجماهير، مثل “العتبة”، و”الزير سالم”اعجاب الجميع.
وقدم سيد درويش العديد من الأوبريتات التي تعتبر من روائع المسرح الغنائي العربي.
ولة دور كبير في تطوير الموسيقى العربية، حيث استطاع أن يمزج بين التراث الموسيقي المصري والألحان الغربية، ليخرج بأسلوب فني جديد ومبتكر.
أغاني وطنية خالدة : كتب سيد درويش العديد من الأغاني الوطنية التي عبرت عن حب الوطن والانتماء إليه، مثل “بلدي يا بلدي”.
أغاني اجتماعية: تناول سيد درويش في أغانيه قضايا المجتمع المصري، مثل الفقر والظلم، وناضل من خلالها من أجل حقوق الفقراء والمستضعفين.
لماذا لا يزال سيد درويش يعيش في قلوبنا؟
ألحانه الخالدة وكلمات المعبرة : تتميز ألحان سيد درويش بجمالها وبساطتها، وقدرتها على التعبير عن المشاعر الإنسانية بعمق. و كلمات سيد درويش تحمل معاني عميقة، وتعبر عن هموم وآمال الناس.
صوته القوي: كان صوت سيد درويش قوياً ومؤثراً، وكان قادراً على إيصال رسالته إلى قلوب المستمعين.
أسلوبه المبتكر: تميز سيد درويش بأسلوبه الفني المبتكر، حيث استطاع أن يمزج بين التراث والمواكب، ليخلق موسيقى عصرية تحمل في طياتها روح الماضي.
سيد درويش ليس مجرد فنان، بل هو رمز لمصر والعالم العربي، وهو مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة. إن إرثه الفني الخالد سيظل حياً ما دامت الموسيقى العربية موجودة.
تاركا ميراثا تخطى 200 عمل غنائي، ما بين موشح وطقطوقة ودور وأوبريت
توفي سيد درويش في سن مبكرة عام ١٩٢٣ م و عمرة ٣١ سنة ، تاركاً إرثاً فنياً عظيماً.
كان سيد درويش نسمة ربيع تهب على قلوب العمال، فكانت أغانيه كلمات سحرية تبعث في نفوسهم الأمل والقوة، وما زالت هذه الألحان تعيش في ذاكرتنا كأنها نبع من الحياة.”